في ظل تصاعد الضغوط التضخمية العالمية، شددت كريستالينا جورجييفا، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، على أهمية الحفاظ على استقلالية البنوك المركزية لضمان استقرار الأسعار وتعزيز مصداقية السياسات النقدية. وجاء ذلك خلال كلمتها التي ألقتها يوم الخميس تحت عنوان “توقعات الاقتصاد العالمي وأولويات السياسات”، حيث أكدت أن “الحفاظ على استقرار الأسعار يتطلب بقاء السياسة النقدية مرنة وذات مصداقية، مدعومة بالاستقلال الكامل للبنوك المركزية”.
أشارت جورجييفا إلى أن التوقعات الاقتصادية التي سيصدرها الصندوق الأسبوع المقبل ستتضمن مراجعة بخفض معدلات النمو العالمي، دون أن ترقى إلى مستوى الركود، إلى جانب مراجعة تصاعدية للتضخم في بعض الاقتصادات. كما لفتت الانتباه إلى الاضطرابات الأخيرة في أسواق السندات والعملات، مؤكدة أن أنماط التحركات الحالية – مثل تقوس منحنى عوائد سندات الخزانة الأمريكية بشكل “مبتسم” – تعكس توترًا ماليًا متزايدًا، ويجب قراءتها كإشارات تحذيرية للأسواق وصنّاع السياسات.
وتأتي هذه التصريحات في توقيت حساس، خاصة بعد مطالبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، متهمًا إياه بالتأخر المستمر في اتخاذ القرارات وارتكاب الأخطاء في توقيت السياسة النقدية، ما يسلّط الضوء على تصاعد التوتر بين القيادة السياسية والبنك المركزي في الولايات المتحدة، ويعزز من تحذيرات جورجييفا بشأن ضرورة حماية استقلالية البنوك المركزية من التدخلات السياسية.