اعترف نائب المدير العام لدى صندوق النقد الدولي ديفيد ليبتون فى كلمته امام المنتدى المالى الاسيوى فى هونج كونج يوم الاثنين، بان القيادة الصينية تمثل “صوت العقل” من حيث الحفاظ على النظام الحالى للتجارة الدولية القائمة على القواعد، ولكن على الامة ايضا القيام بالمزيد.
الصين تمثل صوت العقل
وقال ليبتون “اننا نعتقد ان القيادة الفعالة والمصداقية لدعم العولمة تتطلب ايضا استعدادا للاعتراف بمعالجة أوجه القصور الخاصة بها”. وهذا يعني “حماية حقوق الملكية الفكرية والحد من تشوهات السياسة الصناعية، والطاقة المفرطة، والسياسات التي تشجع مؤسسات الدولة”.
وتحدث ليبتون بعد ايام من اعلان محكمة التجارة الامريكية فى قرار تمهيدى ان واردات صفائح الالومنيوم من الصين تضر بالصناعة الامريكية مما يفسح المجال امام ادارة ترامب لفرض رسوم جمركية. ويخشى الاقتصاديون من أن تصاعد التوتر التجارى بين الولايات المتحدة والصين يظل واحدا من أكبر التهديدات التى تواجه النمو العالمى هذا العام.
وسيتوجه الرئيس دونالد ترامب الى المنتدى الاقتصادى العالمى فى دافوس الاسبوع القادم حيث من المتوقع ان يواصل انتقاده المتزايد للعولمة والتعددية وتهديد الحواجز التجارية الجديدة لتقليص العجز التجارى الامريكى مع العالم.
تعد حالة الألومنيوم واحدة من عدة حالات شنتها الولايات المتحدة لكبح ما يعتبره ترامب ممارسات تجارية غير عادلة للصين. ويزن البيت الأبيض أيضا ما إذا كان سيتم فرض رسوم جمركية على الشحنات الأجنبية من المعدن بموجب القسم 232 نادرا ما يستخدم من قانون توسيع التجارة لعام 1962، الذي ينظر فيما إذا كان للاستيراد آثار على الأمن القومي.
وقال ليبتون انه يتعين على الصين ايضا تسريع جهودها لجعل قطاعها المالى اكثر استقرارا.
وقال “ان الصين لديها فرصة لتسريع الاصلاحات الاقتصادية التى يمكن ان تؤمن نموا مستداما وشاملا”. “لقد حققت الصين تقدما كبيرا في هذا المجال، كما يظهر تقييمنا الأخير لقطاعها المالي. بيد انه من الضرورى مواصلة هذا الجهد لضمان عدم تقويض الاستقرار المالى للتقدم الاقتصادى والاجتماعى غير العادى للبلاد “.
تابع ايضا : الصين …. الاعجاز الاقتصادي
تسير الصين على الطريق الصحيح لبناء نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي لأكثر من 320 في المئة بحلول عام 2022، وهو مستوى من شأنه أن ينافس اليابان، بلومبرغ الاقتصاديين تقدير.
وقال ليبتون خلال مقابلة منفصلة يوم الاثنين على تلفزيون بلومبرج ان صناع السياسة “اشاروا فى الاتجاه الصحيح” بشأن الديون.
وقال “ان على الصينيين ان يحققوا نموا فى الائتمان ينمو بوتيرة اقل من الاقتصاد، والا سيظل الائتمان كبيرا جدا بالنسبة للاقتصاد”.
بدا ليبتون تفاؤلا حول الوضع الحالي للاقتصاد العالمي، في سياق نشر الأسبوع المقبل للتنبؤات الاقتصادية لصندوق النقد الدولي الجديدة.
وقال نائب المدير العام لدى صندوق النقد الدولي فى تصريحاته التى اعدها “ان العلامات تشير الى نمو سريع فى جميع المناطق”. واضاف “يجب ان ندرك ايضا ان الاقتصاد العالمى فى مرحلة متأخرة من الانتعاش الطويل والمتدرج من الازمة المالية العالمية. ومع تضاؤل الركود الاقتصادي في الاقتصادات المتقدمة، ليس من الواضح متى ستستمر الأخبار الجيدة “.
ويؤكد تحذير ليبتون على الاقتصاد العالمي وجهة نظر متزايدة من المستثمرين وصناع السياسة أن قائمة متزايدة من المخاوف من التوتر الجيوسياسي إلى الأسواق الرقيقة يمكن أن تعزز أداء الاقتصاد العالمي على أفضل وجه منذ سنوات.
وقد سلط صندوق النقد الدولي رقم 2 الضوء على خطر حدوث تطورات غير متوقعة في السياسة النقدية أو تقلبات في أسعار الصرف يمكن أن تتأرجح في السوق وتؤدي إلى انعكاس مفاجئ لتدفقات رأس المال. وأشار أيضا إلى ضعف نمو الأجور والإنتاجية من بين الشواغل.
وقال ليبتون فى كلمته “ان معناها واضح: الان هو الوقت المناسب لمعالجة نقاط الضعف والقضايا الهيكلية التى يمكن ان تعرقل النمو المستدام، واتخاذ خطوات لتمكين نمو اكبر بمجرد ان يتعافى الانتعاش الدورى”.
المصدر : بلومبرج
