تستعد شركة الفابيت Alphabet للإعلان عن نتائجها المالية للربع الثاني وسط ترقّب كبير من المستثمرين، مع توقّعات المحللين بتحقيق إيرادات تُقدَّر بحوالي 94 مليار دولار، أي بزيادة سنوية تقارب 11%. ويأتي هذا الأداء المنتظر بينما تمضي الشركة قدمًا في واحدة من أكثر التحولات التقنية جرأة في تاريخها، يقودها محرك الذكاء الاصطناعي الرائد جيميناي “Gemini”.
يقف جيميناي “Gemini” في قلب هذا التحول، حيث أصبح يُشغّل ميزة “نظرة عامة بالذكاء الاصطناعي” في نتائج البحث داخل أكثر من 100 دولة. وخلال مؤتمر Google I/O في مايو الماضي، كشفت الشركة عن مشروع “Astra”، وهو مساعد متعدد الوسائط يعمل بالصوت والصورة ويستجيب لحظيًا، لتعزيز تجربة جيميناي “Gemini” الذي توسّع مؤخرًا من خلال إمكانيات جديدة في نموذج 2.5 Pro.
هذا الطموح المدعوم بالذكاء الاصطناعي يقابله استثمار هائل، حيث ضخت الفابيت ما يصل إلى 25 مليار دولار في مراكز البيانات داخل الولايات المتحدة، إلى جانب إعادة توجيه استراتيجي للموارد. وشهد عام 2025 استمرارًا في تقليص القوى العاملة ضمن جهود خفض التكاليف وتركيز الموارد على أولويات الذكاء الاصطناعي.
في الوقت ذاته، عززت الشركة تمويل وحدة القيادة الذاتية “Waymo” باستثمار طويل الأمد يبلغ 5 مليارات دولار، كما امتدت تطبيقات الذكاء الاصطناعي إلى مجالات جديدة مثل النظارات الذكية والساعات الذكية.
لكن هذه الديناميكية الطموحة تواجه تحديات تنظيمية كبيرة. إذ لا تزال وحدة الإعلانات في الشركة قيد التدقيق من قبل وزارة العدل الأمريكية، حيث دخلت قضية الاحتكار التاريخية الآن مرحلتها النهائية للنظر في العقوبات. وفي أوروبا، تُواجه الفابيت احتمال فرض غرامة تصل إلى 4.1 مليار يورو إذا خسرت الاستئناف ضد قرار بعدم امتثالها لقوانين المنافسة الصارمة في الاتحاد الأوروبي.
وبينما يترقّب المستثمرون المكالمة المقبلة للإعلان عن الأرباح، يظل السؤال الحاسم مطروحًا: هل ستتمكن الفابيت من تحقيق عوائد تجارية كافية من تقدمها في الذكاء الاصطناعي قبل أن تتفاقم تكاليفها التشغيلية في ظل منافسة شرسة من عمالقة التكنولوجيا الآخرين؟
أضف تعليق