أعلن وزير الخارجية الدنماركي لارس لوكه راسموسن يوم الخميس أن الاتحاد الأوروبي اعتمد رسميًا الحزمة التاسعة عشرة من العقوبات على روسيا، والتي استهدفت ما يُعرف بـ”أسطول الظل” الروسي وحظرت واردات الغاز الطبيعي المسال. واعتبر راسموسن أن “اليوم يُعد يومًا جيدًا لأوروبا وأوكرانيا”، في إشارة إلى الأثر السياسي لهذه الخطوة. وتضمنت الحزمة الجديدة أيضًا آلية تحد من تحركات الدبلوماسيين الروس داخل الاتحاد. في السياق ذاته، أوضحت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية كايا كالاس أن الإجراءات الجديدة شملت القطاع المصرفي الروسي ومنصات العملات المشفرة، إضافة إلى كيانات في الهند والصين تتعاون اقتصاديًا مع موسكو، مؤكدة أن “من الصعب بشكل متزايد على بوتين تمويل هذه الحرب”، على حد وصفها.
روسيا: على الولايات المتحدة ألا تحذو حذو الإدارات السابقة
من جانبها، حذرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الولايات المتحدة من تكرار ما وصفته بـ”أخطاء الإدارات السابقة” في تحدي موسكو عبر العقوبات، معتبرة أن هذه السياسة ستنتهي بـ”الفشل”. وأكدت زاخاروفا في مؤتمر صحفي أن العقوبات الأمريكية المفروضة بسبب استمرار العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا “لن تُسبب أي مشاكل كبيرة”، مشددة على أن روسيا تمتلك “مناعة قوية ضد القيود الغربية”. كما اعتبرت أن العقوبات الأوروبية الجديدة “ستنعكس سلبًا على الاتحاد الأوروبي نفسه”، مضيفة أن “إمكانيات توسيع هذه العقوبات قد استُنفدت بالفعل”.
في الأثناء، صرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن وقف إطلاق النار في أوكرانيا “ممكن”، لكنه أكد في الوقت ذاته أنه “لن تكون هناك أي تنازلات إقليمية”. وأوضح زيلينسكي، عقب وصوله إلى قمة قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، أن الحزمة الجديدة من العقوبات الأوروبية “حاسمة بالنسبة لكييف”، مشيرًا إلى أن العقوبات الأمريكية “تُرسل إشارة إيجابية إلى بقية الدول”. وشدد على ضرورة استمرار الضغط المشترك على موسكو لتحقيق وقف لإطلاق النار. من جانبه، رحب رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا بزيلينسكي قبيل الاجتماع، مؤكدًا أن الاتحاد سيصدر اليوم قرارًا سياسيًا بشأن “ضمان احتياجات أوكرانيا المالية لعامي 2026 و2027، بما في ذلك شراء المعدات العسكرية”.
الصين تشكك في أن العقوبات ستنهي الصراع في أوكرانيا
من جانبها عبرت الصين عن موقف أكثر تحفظًا، حيث صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية قوه جياكون أن بكين تشك في أن فرض المزيد من العقوبات على روسيا أو زيادة الضغط على الرئيس فلاديمير بوتين سيسهم في إنهاء الصراع الأوكراني. وأكد في مؤتمر صحفي أن “النهج القسري والضغوط لن تؤدي إلى حل”، داعيًا إلى العودة للحوار والمفاوضات كطريق وحيد لتحقيق تسوية سلمية. جاءت هذه التصريحات بعد إعلان كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن حزمتين جديدتين من العقوبات على روسيا ردًا على أحدث الضربات ضد أوكرانيا.
أضف تعليق