عرض مشاركة واحدة
قديم 10-03-2011, 08:00 AM   المشاركة رقم: 59
الكاتب
ابو تراب
موقوف

البيانات
تاريخ التسجيل: Sep 2010
رقم العضوية: 1280
المشاركات: 4,090
بمعدل : 0.82 يوميا

الإتصالات
الحالة:
ابو تراب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو تراب المنتدى : منتدى الاخبار و التحليل الاساسى
افتراضي رد: اخبار وتحليلات فنية لاسواق المعادن والعملات والنفط

الليبيون يدفعون ثمنا فادحا للحرية

يا للحزن على شعب ليبيا. مثل نظرائهم التونسيين والمصريين، حطم الليبيون حاجز الخوف، وخرجوا إلى الشوارع للتخلص من معمر القذافي.

المفاجأة الوحيدة التي كانت حينما انفجرت الثورة في منتصف شباط (فبراير) هي أن الليبيين انتظروا أكثر من 40 عاماً كي يتحدوا دكتاتوراً غريب الأطوار، حكم بالخداع وادعاء أنه يسمو فوق السياسة، بينما كان يقمع شعبه، ويبدد موارده، ويدير البلاد وكأنها إقطاعية عائلية. لكن للأسف تذكرنا ليبيا وهي تترنح نحو حرب أهلية أن ربيع العرب لن يجلب التحول بصورة سلمية دائماً.


إن شكوى العرب وتوقهم إلى التغيير ربما يكونا ذاتهما، سواء كانوا يعيشون في القاهرة أو في بنغازي. غير أن ظروف كل بلد وذهنية حاكمها تشكلان عاملين مهمين في تطور الثورات.


وكون العقيد القذافي أكثر استعداداً لاستخدام القوة الوحشية لسحق الثورة، فإن ذلك يشكل جزءاً من توضيح الدراما الليبية التي تتكشف وتحاول فيها بقايا النظام المحتجز في طرابلس أن تستعيد بمشقة، السيطرة على المدن الغربية، وتحارب لمنع الثوار في الشرق المحرر من ترسيخ ذواتهم على نحو أكبر.


الفرق الوحيد المهم بين ذلك والتحولين المسالمين في مصر وتونس هو أن المؤسسة العسكرية التي اضطرت إلى أخذ جانب الشعب ودفع الحاكم بعيداً في هذين البلدين، تم إضعافها بشكل متعمد من قبل القذافي. وتشتت الجيش الليبي سريعاً وهربت وحداته وانحازت إلى جانب المحتجين في الشرق، لكن الألوية الأساسية التي يسيطر عليها أبناء القذافي بقيت موالية للحاكم.


ذهنية القذافي هي الأخرى تجعله منفرداً. فعلى الرغم من أن ظهوره المتكرر على شاشة التلفزيون يفصح عن جانب مجنون وموهوم بشكل متزايد، إلا أن الرجل الذي حكم ليبيا منذ عام 1969 مقاتل ينتعش بالمواجهات، خصوصاً حينما يجد أن الغرب وحّد الصفوف ضده. وعلى النقيض من رئيسي تونس ومصر اللذين تمت الإطاحة بهما، واللذين كانا حساسين تجاه الضغوط الخارجية – وأصبحت الحاجة إلى التنحي شأناً داخلياً حالما تخلت عنهما القوى الخارجية – فإن تحدي القائد الليبي ازداد حدة حينما تسارعت الدعوات الدولية لزواله من الحكم، مدعومة بالعقوبات ضد نظامه. على الرغم من أن بالإمكان المجادلة بالقول إنه لم يكن يستخدم جميع القوة التي تحت تصرفه (الأمر الذي يعني أننا قد نرى مزيدا من إراقة الدماء على نطاق واسع)، ربما لتفادي المزيد من تصعيد الضغوط الدولية، إلا أنه لم يلتفت كذلك إلى مطالب قادة العالم بالتخلي عن السلطة. وفي غضون ذلك، فإن الانخراط الدولي الأكبر في ليبيا يتحول إلى مصيدة: تراجع الحديث عن فرض منطقة حظر طيران جوي سريعاً في الأسبوع الماضي، حينما لجأ إليه العقيد القذافي واستغله في أجندة الحرب الخاصة به.


لكن الثوار في الشرق ومؤيديهم في الخارج يجادلون بالقول إنه دون الدعم العسكري الدولي، على الأقل منطقة حظر طيران تقمع القوة الجوية، ستبقى طرابلس محاصرة بقوات القذافي التي كانت كذلك تضرب بقوة مدناً مثل الزاوية التي هي خارج نطاق سيطرتها.


مما لا شك فيه أنه ستكون للعبة النهائية في ليبيا تداعيات في أماكن أخرى. فإذا تم تقسيم البلاد، أو استمرت تعاني حربا أهلية مطولة، كما يبدو محتملا، فمن شأن ذلك أن يزعزع استقرار مجتمعات عربية أخرى غير سعيدة بحالها.


وفي حين يكتسح القتال ليبيا، تثبت اليمن كذلك أنها أزمة أكثر تعقيداً من الثورتين التونسية والمصرية. هناك يبدو الرئيس علي عبد الله صالح مصمماً على التمسك بالسلطة، على الرغم من المعارضة المتزايدة لحكمه.


إن تحول العالم العربي الذي طال انتظاره لن يتوقف. لكن في منطقة الأنظمة فيها عنيدة ومسيطرة بشكل جنوني، فإن تشكيل حقبة جديدة أكثر ديمقراطية يأتي بثمن – وفي بعض الأحيان ثمن مؤلم للغاية.



عرض البوم صور ابو تراب  
رد مع اقتباس
  #59  
قديم 10-03-2011, 08:00 AM
ابو تراب ابو تراب غير متواجد حالياً
موقوف
افتراضي رد: اخبار وتحليلات فنية لاسواق المعادن والعملات والنفط

الليبيون يدفعون ثمنا فادحا للحرية

يا للحزن على شعب ليبيا. مثل نظرائهم التونسيين والمصريين، حطم الليبيون حاجز الخوف، وخرجوا إلى الشوارع للتخلص من معمر القذافي.

المفاجأة الوحيدة التي كانت حينما انفجرت الثورة في منتصف شباط (فبراير) هي أن الليبيين انتظروا أكثر من 40 عاماً كي يتحدوا دكتاتوراً غريب الأطوار، حكم بالخداع وادعاء أنه يسمو فوق السياسة، بينما كان يقمع شعبه، ويبدد موارده، ويدير البلاد وكأنها إقطاعية عائلية. لكن للأسف تذكرنا ليبيا وهي تترنح نحو حرب أهلية أن ربيع العرب لن يجلب التحول بصورة سلمية دائماً.


إن شكوى العرب وتوقهم إلى التغيير ربما يكونا ذاتهما، سواء كانوا يعيشون في القاهرة أو في بنغازي. غير أن ظروف كل بلد وذهنية حاكمها تشكلان عاملين مهمين في تطور الثورات.


وكون العقيد القذافي أكثر استعداداً لاستخدام القوة الوحشية لسحق الثورة، فإن ذلك يشكل جزءاً من توضيح الدراما الليبية التي تتكشف وتحاول فيها بقايا النظام المحتجز في طرابلس أن تستعيد بمشقة، السيطرة على المدن الغربية، وتحارب لمنع الثوار في الشرق المحرر من ترسيخ ذواتهم على نحو أكبر.


الفرق الوحيد المهم بين ذلك والتحولين المسالمين في مصر وتونس هو أن المؤسسة العسكرية التي اضطرت إلى أخذ جانب الشعب ودفع الحاكم بعيداً في هذين البلدين، تم إضعافها بشكل متعمد من قبل القذافي. وتشتت الجيش الليبي سريعاً وهربت وحداته وانحازت إلى جانب المحتجين في الشرق، لكن الألوية الأساسية التي يسيطر عليها أبناء القذافي بقيت موالية للحاكم.


ذهنية القذافي هي الأخرى تجعله منفرداً. فعلى الرغم من أن ظهوره المتكرر على شاشة التلفزيون يفصح عن جانب مجنون وموهوم بشكل متزايد، إلا أن الرجل الذي حكم ليبيا منذ عام 1969 مقاتل ينتعش بالمواجهات، خصوصاً حينما يجد أن الغرب وحّد الصفوف ضده. وعلى النقيض من رئيسي تونس ومصر اللذين تمت الإطاحة بهما، واللذين كانا حساسين تجاه الضغوط الخارجية – وأصبحت الحاجة إلى التنحي شأناً داخلياً حالما تخلت عنهما القوى الخارجية – فإن تحدي القائد الليبي ازداد حدة حينما تسارعت الدعوات الدولية لزواله من الحكم، مدعومة بالعقوبات ضد نظامه. على الرغم من أن بالإمكان المجادلة بالقول إنه لم يكن يستخدم جميع القوة التي تحت تصرفه (الأمر الذي يعني أننا قد نرى مزيدا من إراقة الدماء على نطاق واسع)، ربما لتفادي المزيد من تصعيد الضغوط الدولية، إلا أنه لم يلتفت كذلك إلى مطالب قادة العالم بالتخلي عن السلطة. وفي غضون ذلك، فإن الانخراط الدولي الأكبر في ليبيا يتحول إلى مصيدة: تراجع الحديث عن فرض منطقة حظر طيران جوي سريعاً في الأسبوع الماضي، حينما لجأ إليه العقيد القذافي واستغله في أجندة الحرب الخاصة به.


لكن الثوار في الشرق ومؤيديهم في الخارج يجادلون بالقول إنه دون الدعم العسكري الدولي، على الأقل منطقة حظر طيران تقمع القوة الجوية، ستبقى طرابلس محاصرة بقوات القذافي التي كانت كذلك تضرب بقوة مدناً مثل الزاوية التي هي خارج نطاق سيطرتها.


مما لا شك فيه أنه ستكون للعبة النهائية في ليبيا تداعيات في أماكن أخرى. فإذا تم تقسيم البلاد، أو استمرت تعاني حربا أهلية مطولة، كما يبدو محتملا، فمن شأن ذلك أن يزعزع استقرار مجتمعات عربية أخرى غير سعيدة بحالها.


وفي حين يكتسح القتال ليبيا، تثبت اليمن كذلك أنها أزمة أكثر تعقيداً من الثورتين التونسية والمصرية. هناك يبدو الرئيس علي عبد الله صالح مصمماً على التمسك بالسلطة، على الرغم من المعارضة المتزايدة لحكمه.


إن تحول العالم العربي الذي طال انتظاره لن يتوقف. لكن في منطقة الأنظمة فيها عنيدة ومسيطرة بشكل جنوني، فإن تشكيل حقبة جديدة أكثر ديمقراطية يأتي بثمن – وفي بعض الأحيان ثمن مؤلم للغاية.




رد مع اقتباس