تخفيض درجة إئتمان اليونان الذي اعلنته وكالة " موديز " مساء امس كاد ان يتسبب بأزمة أوروبية جديدة، ولكنه لم يفعل. حالة الهلع التي تحكمت بالاسواق في الاسابيع الماضية تراجعت حدتها مفسحة في المجال امام المزيد من التبصر والعقلانية.
التخفيض المذكور لم يحمل جديدا في الواقع. هو تكرار لكلام سبق للاسواق ان سمعته من وكالات اميركية اخرى وفعل فعله. الوضع اليوم بات واضحا. اليونان في أزمة إئتمان حادة. ديونها عالية جدا وبرامج التقشف التي تعتمدها قد تنجح.. وقد لا تنجح. هذا الواقع بات معلوما ومستوعبا في اسعار السوق الحالية .
الجديد في الامر هو ان بنوك باركليز و سيتي جروب قد يقرران حذف سندات اليونان من اللائحة التي تشكل مؤشر السندات الدولية لديهما. بنك باركليز تحدث عن مهلة تنتهي اخر الشهر الجاري . ان لم تعمد وكالات التصنيف الى تغيير الدرجة المنخفضة المعتمدة حاليا فالسندات اليونانية سيتم اهمالها واخراجها من المؤشر العام للسندات. سيتي جروب لم يحدد موعدا ولكن يُرجح ان يأتي قراره موافقا لهذا الموعد ايضا. هذا يرفع منسوب الضغوط ويعرض اليورو للمزيد من العروض استغلالا لكل ارتفاع محتمل.
ردة فعل الاسواق على هذه التطورات كانت هادئة نسبيا. اليورو فقد 40 نقطة متراجعا الى 1.2180. السندات اليونانية لفئة العشر سنوات ارتفعت فوائدها بنسبة 19 نقطة فقط الى 8.510% . ردة الفعل المعتدلة هذه مردها الى ان الاسواق لم تفاجأ بالحدث.
ما اذا كان المركزي الاوروبي قد لعب دورا اساسيا في تهدئة الاسواق والحد من ارتفاع فوائد السندات فور صدور النبأ هو امر لا يزال مجهولا، وقد يكون مرجحا.
- عامل مهم ايضا ساهم في تعميم الشعور الايجابي مجددا وهو يتمثل باعلان الصين عن تخطيطها لاستثمار بعض المليارات في اليونان في قطاعات الملاحة والطيران خاصة. بنود الاتفاق بين البلدين قد يتم الاعلان عنها اليوم الثلاثاء حيث ان وفدا صينيا رفيع المستوى يتواجد حاليا في اليونان في زيارة هي الثانية منذ اربعة اسابيع.
- ايجابيات اخرى توالت ودعمت الجو العام اليوم :
من المانيا تاكيدات بان موضوع اسبانيا لن يكون على جدول اعمال القمة الاوروبية لان البلد يصلح شؤونه المالية بنفسه.
عضو الفدرالي الاميركي" بولار" اكد من هونجكونج ان الازمة الاوروبية لن تكون لها انعكاسات عاى الاقتصاد العالمي.
مصادر في منظمة التعاون التنمية رحبت باسعار اليورو الحالية وفضلها على اسعار بحدود ال 1.5000 مقابل الدولار.
المفوض المالي الاوروبي " اولي راين" انتقد قرار وكالة موديز واعتبره جائرا لكونه لم يأخذ بالاعتبار جهود اليونان والنجاح المتحقق حتى الان في تخفيض العجز.
كل هذا ساعد السوق على استيعاب النتيجة المنهارة لمؤشر ال ZEW بشقيه الالماني والاوروبي على اعتبار انه انعكاس مؤقت للقلق السائد حيال الازمة على المعنيين بالاستفتاء ( 300 شخص من المستثمرين والوسط المالي)، علما ان ردود المعنيين حول نظرتهم لمستقبل الوضع لم تكن سلبية..