عرض مشاركة واحدة
قديم 31-05-2012, 02:07 PM   المشاركة رقم: 9
الكاتب
الشيخ غريب
عضو جديد
الصورة الرمزية الشيخ غريب

البيانات
تاريخ التسجيل: May 2012
رقم العضوية: 9763
العمر: 65
المشاركات: 135
بمعدل : 0.03 يوميا

الإتصالات
الحالة:
الشيخ غريب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشيخ غريب المنتدى : استراحة اف اكس ارابيا
افتراضي رد: التتار وحلم غزو العالم

** سقوط " نيسابور " :-
ثم جاوزوا مدينة " مرو " إلى مدينة " نيسابور " وهي مدينة كبيرة من مدن إقليم خرسان وتقع حالياً في الشمال الغربي لدولة " إيران " ؛ فاتجه إليها التتار بعد أن تركوا خلفهم مدينة " مرو " وقد خربت تماماً ؛ فحاصروها خمسة أيام ومع أنه كان يوجد بالمدينة جمع كبير من الجنود المسلمين إلا أن أخبار " مرو " وصلت إليهم فدب الرعب والهلع في أوساط المسلمين فما استطاعوا أن يقاوموا التتار ؛ فدخل التتار المدينة وأخرجوا كل أهلها إلى الصحراء ؛ وجاء من أخبر ابن جنكيز خان أن بعضاً من سكان " مرو " قد سلِم من القتل لأنهم ضربوا بالسيوف ضربات غير قاتلة فظن التتار أنهم قد ماتوا فتركوهم فهربوا ؛ لذلك في " نيسابور " أمر ابن جنكيز خان بقتل كل رجال المدينة بلا استثناء وأن تقطع رؤوسهم لكي يتأكدوا من قتلهم ؛ ثم قاموا بسبي كل نساء المدينة وأقاموا بالمدينة خمسة عشر يوما يبحثون في الديار بحثاً عن الأموال والنفائس ؛ ثم تركوها كما يقول ابن الأثير " أثراً بعد عين " .
** سقوط " هراه " :-
ثم اتجهوا إلى " هراه " في شمال أفغانستان فتوجه إليها ابن جنكيز خان بقواته المهولة ولم تسلم " هراه " من المصير الذي واجهته " مرو " و "نيسابور " فقتل كل من فيها من الرجال وسبى كل النساء وخربت المدينة كلها وأحرقت عن آخرها لكن أمير هذه المدينة وكان يدعى " ملك خان " أستطاع الهروب بفرقه من جيشه في اتجاه " غزنه " في أفغانستان بعيداً عن أرض القتال .
بسقوط " هراه " يكون إقليم خرسان بكاملة قد سقط في أيدي التتار ولم يبقوا فيه على مدينة واحدة ؛ كل هذه الأحداث تمت في عام 617- وهذا من أعجب الأمور التي مرت في تاريخ الأرض مطلقاً .
______________________________________
ثانياً : إقليم خوارزم :- من أشهر مدنه مدينة " خوارزم " مركز الخوارزميين وبها تجمع كبير من المسلمين وحصونها من أشد حصون المسلمين بأساً وقوة وهي تقع حالياً على الحدود بين " أوزبكستان " و" تركمانستان " تقع مباشرة على نهر " جيحون " وكانت تمثل للمسلمين أهمية إستراتيجية واقتصادية كبيرة .
** سقوط " خوارزم " :-
لأهميتها الكبيرة وجه إليها جنكيز خان أعظم جيوشه وأكبرها ؛ فقام هذا الجيش بحصار المدينة خمسة أشهر كاملة ولم يتم له الفتح فطلبوا المدد من جنكيز خان فأمدهم بجند كثير وزحفوا على المدينة زحفاً متتابعاً وضغطوا عليها من جميع الجهات حتى استطاعوا أن يحدثوا ثغرة في الأسوار ؛ فدخلوا المدينة ودار قتال رهيب بين التتار والمسلمين داخل المدينة وفني من الفرقين خلق كثير إلا أ، السيطرة الميدانية كانت للتتار ثم تدفقت على المدينة جموع كثيرة من التتار فحلت الهزيمة الساحقة بالمسلمين ؛ ودار على أشدة فيهم وبدأ المسلمون في الهروب والاختفاء في السراديب والخنادق والديار ؛ فقام التتار بهد سد ضخم كان مبنياً على نهر " جيحون " ليمنع المياه من دخول المدينة ؛ فأطلق التتار طوفن من المياه الغزيرة على " خوارزم " فأغرقت المدينة بكاملها ودخل الماء في السراديب والخنادق والديار وتهدمت ديار المدينة بفعل الطوفان الهائل ؛ ولم يسلم من خوارزم أحد البتة وأصبحت المدينة العظيمة خراباً وتركها التتار وقد اختفت تماماً من على وجه الأرض وأصبح مكانها ماء نهر " جيحون " ؛ وهذا كما قال ابن الأثير " مالم يسمع به في قديم الزمان وحديثه اللهم إلا ما حدث مع قوم نوح – عليه السلام " .
وكانت هذه الأحداث الدامية أيضاً في سنة 617- .
بتدمير إقليمي خراسان وخوارزم يكون التتار قد سيطروا علي المناطق الشمالية والوسطي من دولة خوارزم الكبرى ووصلوا في تقدمهم إلي الغرب علي مقربة كبيرة من نهاية هذه الدولة على حدود العراق .
*** جلال الدين بن خوارزم :-
ولكنهم لم يقتربوا بعد من جنوب دولة خوارزم الكبرى الذى كان تحت سيطرة رجل يدعي " جلال الدين بن خوارزم شاه " ابن الزعيم محمد بن خوارزم شاه زعيم الدولة الخوارزمية ، وكان جنوب الدولة الخوارزمية يشمل وسط وجنوب أفغانستان وباكستان وكان يفصل بينه وبين الهند نهر السند وكان جلال الدين يتخذ من مدينة غزنة مقرا له وهي تقع الآن في أفغانستان علي بعد 150 كم من مدينة كابل وهى مدينة حصينة تقع وسط جبال " باروجا ميزوس " الأفغانية .
** موقعة " غزنة " :-

عندما انتهى جنكيز خان من أمر الزعيم الرئيسي للبلاد "محمد بن خوارزم شاه " وأسقط دولته بهذا الشكل المريع بدأ يفكر في غزو وسط أفغانستان وجنوبها ، فهو يريد أن من أمر الابن " جلال الدين " الذى ورث الحكم بعد أبيه محمد بن خوارزم شاه ، فوجه جنكيز خان إلى غزنة وهي عاصمة ملك " جلال الدين " جيشاً كثيفا من التتار ، وبدأ جلال الدين بعد أن أصبح الوريث الشرعى للبلاد وبعد أن وصلته أخبار ما حدث فى شمال ووسط مملكة أبيه وما حدث لأبيه وكيف مات فى جزيرة نائية ،فجمع جيشاً كبيرا من بلاده وأنضم إليه أحد ملوك الأتراك المسلمين كان يدعى "سيف الدين بغراق " وكان شجاعاً مقداماً صاحب رأى ومكيدة وحرب وكان معه ثلاثون ألف جندي ثم أنضم إليه أيضا ستون ألفا من الجنود الخوارزمية الذين فروا من التتار أثناء غزوهم المدن الخوارزمية ، ثم أنضم إليه أيضا ملك خان و أمير هراة الذى فر منها بفرقة من جيشه ، فبلغ جيش جلال الدين عددا كبيرا ، فخرج بهذا الجيش إلى منطقة بجوار غزنة تدعى " بلق" وهى منطقة ذات طبيعة جبلية وعرة وتقع وسط الجبال العظيمة ، وانتظر جيش التتار هناك فى ذلك المكان الحصين ، وبعد قليل جاء جيش التتار فدار بين الجيشين معركة من أشرس المعارك فى هذه المنطقة وقاتل المسلمون قتال المستميت فهذه أطراف المملكة الخوارزمية فلو هزموا في هذه الموقعة فليس بعدها أملاك ، فكان لحمية المسلمين ولصعوبة الأرض والطبيعة الجبلية وكثرة أعداد المسلمين وشجاعة الفرقة التركية بقيادة سيف الدين بغراق والقيادة الميدانية لجلال الدين أثراً واضحا في ثبات المسلمين أمام جحافل التتار فاستمرت المعركة ثلاثة أيام ، ثم أنزل الله – عز وجل – نصره علي المسلمين وانهزم التتار للمرة الأولى فى بلاد المسلمين وكثر فيهم القتل ، وفر الباقون منهم إلى ملكهم جنكيز خان وكان فى ذلك الوقت قد ترك سمرقند وتمركز فى منطقة الطالقان فى شمال شرق أفغانستان ، وارتفعت معنويات المسلمين بعد هذه المعركة فقد كان قد وقر فى قلوب الكثيرين قبل المعركة أن التتار لا يهزمون ، ولكن هاهو إتحاد الجيوش الإسلامية في غزنة يؤتى ثماره فاتحدت فى هذه الموقعة جيوش جلال الدين مع بقايا جيوش أبيه مع الفرقة التركية بقيادة " سيف الدين بغراق " مع ملك خان أمير هراة واختاروا مكاناً مناسباً وأخذوا بالأسباب المتاحة فكان النصر .
** موقعة " كابل " :-

وعندما اطمئن جلال الدين إلى جيشه أرسل رسالة إلى جنكيز خان في " الطالقان " يدعوه فيها إلى قتال جديد وهذه هي أول مره يشعر فيها جنكيز خان بالقلق فجهز جيشاً أكبر وأرسله مع أحد أبناءه لقتال جلال الدين وتجهز الجيش المسلم للموقعة الثانية مع التتار ؛ والتقى الجيشان في مدينة " كابُل " الأفغانية وهي مدينة حصينة تحاط من كل جهاتها تقريباً بالجبال ؛ فشمالها جبال " هندوكوش " الشاهقة وغربها جبال " باروبا ميزوس " وجنوبها وشرقها جبال " سليمان " ؛ فدارت موقعة كابل الكبيرة وكان القتال عنيفاً أشد ضراوة من موقعة غزنة وثبت المسلمون وحققوا نصراً غالياً ثانياً على التتار بل وأنقذوا عشرات الآلاف من المسلمين الأسرى من أيدي التتار ؛ وارتفعت معنويات المسلمين أكثر وفرح المسلمون بهذا النصر .
** الغنائم :-

ثم تمكن المسلمون من شئ يعتبرة الكثيرون من الناس نعمة ولكن كثيراً ما يكون نقمة ألا وهو " الغنائم " الدنيا وكم أهلكت الدنيا من المسلمين ؛ روى البخاري ومسلم عن عمرو بن عوف ( رضي الله عنه ) قال ؛ قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) " فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم " ؛ وكانت قلوب المسلمين في هذه الحقبة من الزمان مريضة بمرض حب الدنيا إلا من رحم الله ؛ وكانت حروبهم حروب مادية ؛ حروب مصالح ؛ حروب أهواء ؛ ولم تكن حروباً في سبيل الله – عز وجل – لذلك كان لهم الانتصار مرة أو مرتين لحب البقاء والرغبة في الملك والخوف من الأسر ومن القتل فكانت لهم جولة أو جولتين ولكن ظهرت خبايا النفوس عند كثرة الأموال والغنائم ووقع المسلمون في الفتنة فاختلفوا على تقسيم الغنيمة ؛ فقام " سيف الدين بغراق " وقام " ملك خان " أمير هراه قام كل منهما نصيبه في الغنيمة وحدث الأختلاف وارتفعت الأصوات ثم ارتفعت السيوف ليقاتل المسلمون على تقسيم الغنيمة ؛ وجيوش التتار مازالت تملأ معظم مدن المسلمين ؛ وكان ممن قُتل أخ لسيف الدين بغراق فغضب غضباً شديداً وقرر الانسحاب من جيش جلال الدين ومعه ثلاثون ألف مقاتل ؛ فحدث ارتباك كبير في جيش المسلمين وحاول جلال الدين أن يُصلح الأمور فأسرع إلى سيف الدين بغراق ليرجوه أن يعود إلى صف المسلمين والمسلمون في حاجة إلى كل جندي وفي حاجة إلى كل طاقة ؛ وفوق هذا فإن الفرقة التركية التي انسحبت هي أقوى فرقة في جيش جلال الدين ؛ لكن سيف الدين بغراق أصر على الأنسحاب وأنسحب بالفعل وأنكسر جيش المسلمين انكسارا كبيراً فأنكسر انكساراً مادياً ومعنوياً ولم يفلح المسلمين في استثمار النصر الغالي الذي حققوه في " غزنه " و " كابل " ؛ روى مسلم عن أبي سعيد الخدري قال؛ قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) " إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستحلفكم فيها فينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء "
__________________________
*** فرار " جلال الدين " :-
وبينما هم كذلك إذ جاء جنكيز خان بنفسه على رأس جيوشه ليرى ذلك المسلم الذي انتصر عليه مرتين في غزنة وكابل فدب الرعب والهلع في جيش المسلمين فقد قلت أعداد المسلمين وتحطمت معنوياتهم ؛ ورأى جلال الدين أن جيشه أصبح ضعيفاً فأخذ جيشه وبدأ يتجه جنوباً للهروب من جيش جنكيز خان أو على الأقل تجنب الحرب لكن جنكيز خان كان مصراً على الحرب ؛ وفعل جلال الدين مثل ما فعل أبوه من قبل فبدأ يتنقل من مدينة إلى مدينة ومن بلد إلى وبلد حتى وصل إلى حدود باكستان فاخترقها حتى وصل إلى نهر " السند " الذي يفصل بين باكستان والهند وهناك قرر العبور في نهر " السند " والدخول إلى أرض الهند مع أن علاقته بأهل الهند علاقة سيئة لكن كان أرحم عنده من لقاء جنكيز خان ولكن عند نهر السند لم يجد السفينة التي يعبر بها مثلما وجدها أبوه من قبل ؛ فأنتظر وفوجئ بعد قليل بجيش جنكيز خان من خلفه فلم يكن هناك بُد من القتال فنهر السند من خلفهم والسفن على مسافة بعيدة ؛ فدارت موقعة رهيبة بكل معاني الكلمة فكل المشاهدين لهذه الموقعة قال أن كل ماضي من الحروب كان لعباً بالنسبة إلى هذا القتال واستمرت الموقعة الرهيبة ثلاثة أيام متصلة واستحر القتل في الفريقين وكان ممن قتل في صفوف المسلمين الأمير " ملك خان " أمير هراه ؛ وفي اليوم الرابع انفصلت الجيوش لكثرة القتل وبدأ كل طرف يعيد حساباته ؛ وبينما هم في هذه الهدنة المؤقتة جاءت السفن إلى نهر السند فلم يضيع جلال الدين أي وقت في التفكير فأخذ القرار السريع في الهروب وقفز الزعيم المسلم إلى السفينة ومعه خاصته ومقربيه وعبروا نهر السند إلى بلاد الهند وتركوا التتار على الناحية الغربية للنهر .
** سقوط " غزنة " :-
بعد ذلك انقلب جنكيز خان على بلاد المسلمين يصب عليها عظيم غضبة نتيجة الهزيمتين اللتان لحقتا بجيوشه من قبل ويفعل بها ما اعتاد التتار أن يفعلوه وأكثر ؛ وكانت أشد المدن معاناة مدينة " غزنة " عاصمة جلال الدين بن خوارزم وهي المدينة التي هُزم عندها قبل ذلك جيش جنكيز خان ؛ فقتل كل رجالها بلا استثناء وسبى كل الحريم وأحرق كل الديار وتركها كما يقول ابن الأثير " خاوية على عروشها كأن لم تغن بالأمس " وكان ممن أمسك به جنكيز خان من أهل المدينة أطفال جلال الدين بن خوارزم فأمر جنكيز خان بزبحهم جميعاً وهكذا ذاق جلال الدين من نفس المرارة التي ذاقها الملايين من شعبه ؛ روى البيهقي أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) قال " كن كما شئت فكما تدين تدان " ؛ وبذلك حقق جنكيز خان حلماً غالياً ما كان يتوقع أن يكون بهذه السهولة وهو احتلال أفغانستان .
فلماذا يكون حلم جنكيز خان وأمثاله احتلال أفغانستان ؟
ولماذا يكون احتلال أفغانستان خطوة لسقوط الأمة الإسلامية ؟
" " " " " من أي محتل نذير خطر على الأمة الإسلامية بأسرها ؟
كل هذا لعدة أمور :-
1- للطبيعة الجبلية للدولة التي تجعل غزوها شبه مستحيل ؛ وبذلك فهي تمثل حاجزاً طبيعياً قوياً في وجه الغزاة ؛ هذا الحاجز يخفف الوضع على البلاد المجاورة لأفغانستان فإن سقطت أفغانستان كان سقوط هذه البلاد المجاورة محتملاً جداً وسيكون غزو أو مساومة باكستان وإيران والعراق أسهل كثيراً .
2- الموقع الإستراتيجي الهام لأفغانستان فهي تقع في موقع متوسط من أسيا ؛ فالذي يمتلك أفغانستان فكأنه ينظر بزاوية بدرجة 360 على المنطقة بأسرها ؛ فهو على بُعد خطوات من دول في غاية الأهمية ؛ فهو لا يراقب باكستان وإيران فقط ولكن يراقب أيضاً دولاً خطيرة في المنطقة مثل روسيا والهند ؛ وفوق ذلك هو قريب نسبياً من الصين فتصبح السيطرة على كامل آسيا بعد احتلال أفغانستان أمراً ممكناً .
3- الطبيعة الجبلية لأفغانستان أكسبت الشعب الأفغاني صلابة وقوة قد لا تتوفر في غيرها من البلاد إن سقط هؤلاء الأفغان فسقوط غيرهم سيكون أسهل بلا شك .
4- يتمتع سكان أفغانستان بنزعة إسلامية عالية وروح جهادية بارزة ومميزة وليس من السهل أن يقبلوا بالإحتلال وظهر ذلك جلياً في انتصارين متتاليين علي التتار فكل الجيوش الإسلامية قبل ذلك فشلت في حربها مع التتار وهذه أول مرة يهزم التتار هزيمتين متتاليتين وكان ذلك في أفغانستان فلو سقط هؤلاء القوم فهذا يعد نجاحاً كبيرا للقوي المعادية للمسلمين .
بذلك يكون التتار قد وصلوا من الصين إلى كازاخستان ثم أوزبكستان ثم تركمنستان ثم أفغانستان ثم إيران ثم أذربيجان ثم أرمينيا وجورجيا واقتربوا جدا من العراق كل ذلك في سنة 617 ه ، ففي سنة واحدة اجتاح التتار هذا الجزء الشرقي من العالم الإسلامي .
** سقوط مراغة :-
في بداية عام 618 ه دخل التتار مدينة مراغة المسلمة وهي تقع في إقليم أذربيجان ومن عجيب الأمور أن امرأة مسلمة كانت تحكم هذه المدينة ، حاصر التتار مراغة ونصبوا حولها المنجنيق وبدأ القتال من التتار للمسلمين بواسطة الأسري المسلمين الذين بدأو بفتح مراغة ، وبدأ الأسري المسلمين يقتلون إخوانهم المسلمين في مراغة طمعاً في قليل من الحياة ودخل التتار المدينة المسلمة في 4 صفر سنة 618 ه ووضعوا السيف في أهلها فقتل منهم كما يقول ابن الأثير ( ما يخرج عن الحد والإحصاء ) ونهبوا كل ما صلح نهبه وكل ما استطاعوا أن يحملوه والذي لم يستطيعوا حمله كانوا يجمعونه ويحرقونه فكانوا يأتون بالحرير الثمين كأمثال التلال فيحرقونه بالنار ، ويقول ابن الأثير ( إن المرأة من التتار كانت تدخل الدار فتقتل جماعة من أهل الدار رجالا ونساء وأطفالا ما يتحرك لها أحد ) وذكر أيضاً أنه قد سمع بنفسه من بعض أهل مراغة أن رجلا من التتر دخل درباً به مائة رجل مسلم فما زال يقتلهم واحداً تلوا الآخر حتى أفناهم جميعاً ولم يرفع إليه رجل واحد يده بسوء فوضعت الذلة علي الناس لا يدفعون عن أنفسهم قليل ولا كثير .



التوقيع

  1. فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ ( الرعد -17)
  2. ولست بعلام لغيوب وإنما أرى بلحاظ الأمر ما هو واقع

عرض البوم صور الشيخ غريب  
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 31-05-2012, 02:07 PM
الشيخ غريب الشيخ غريب غير متواجد حالياً
عضو جديد
افتراضي رد: التتار وحلم غزو العالم

** سقوط " نيسابور " :-
ثم جاوزوا مدينة " مرو " إلى مدينة " نيسابور " وهي مدينة كبيرة من مدن إقليم خرسان وتقع حالياً في الشمال الغربي لدولة " إيران " ؛ فاتجه إليها التتار بعد أن تركوا خلفهم مدينة " مرو " وقد خربت تماماً ؛ فحاصروها خمسة أيام ومع أنه كان يوجد بالمدينة جمع كبير من الجنود المسلمين إلا أن أخبار " مرو " وصلت إليهم فدب الرعب والهلع في أوساط المسلمين فما استطاعوا أن يقاوموا التتار ؛ فدخل التتار المدينة وأخرجوا كل أهلها إلى الصحراء ؛ وجاء من أخبر ابن جنكيز خان أن بعضاً من سكان " مرو " قد سلِم من القتل لأنهم ضربوا بالسيوف ضربات غير قاتلة فظن التتار أنهم قد ماتوا فتركوهم فهربوا ؛ لذلك في " نيسابور " أمر ابن جنكيز خان بقتل كل رجال المدينة بلا استثناء وأن تقطع رؤوسهم لكي يتأكدوا من قتلهم ؛ ثم قاموا بسبي كل نساء المدينة وأقاموا بالمدينة خمسة عشر يوما يبحثون في الديار بحثاً عن الأموال والنفائس ؛ ثم تركوها كما يقول ابن الأثير " أثراً بعد عين " .
** سقوط " هراه " :-
ثم اتجهوا إلى " هراه " في شمال أفغانستان فتوجه إليها ابن جنكيز خان بقواته المهولة ولم تسلم " هراه " من المصير الذي واجهته " مرو " و "نيسابور " فقتل كل من فيها من الرجال وسبى كل النساء وخربت المدينة كلها وأحرقت عن آخرها لكن أمير هذه المدينة وكان يدعى " ملك خان " أستطاع الهروب بفرقه من جيشه في اتجاه " غزنه " في أفغانستان بعيداً عن أرض القتال .
بسقوط " هراه " يكون إقليم خرسان بكاملة قد سقط في أيدي التتار ولم يبقوا فيه على مدينة واحدة ؛ كل هذه الأحداث تمت في عام 617- وهذا من أعجب الأمور التي مرت في تاريخ الأرض مطلقاً .
______________________________________
ثانياً : إقليم خوارزم :- من أشهر مدنه مدينة " خوارزم " مركز الخوارزميين وبها تجمع كبير من المسلمين وحصونها من أشد حصون المسلمين بأساً وقوة وهي تقع حالياً على الحدود بين " أوزبكستان " و" تركمانستان " تقع مباشرة على نهر " جيحون " وكانت تمثل للمسلمين أهمية إستراتيجية واقتصادية كبيرة .
** سقوط " خوارزم " :-
لأهميتها الكبيرة وجه إليها جنكيز خان أعظم جيوشه وأكبرها ؛ فقام هذا الجيش بحصار المدينة خمسة أشهر كاملة ولم يتم له الفتح فطلبوا المدد من جنكيز خان فأمدهم بجند كثير وزحفوا على المدينة زحفاً متتابعاً وضغطوا عليها من جميع الجهات حتى استطاعوا أن يحدثوا ثغرة في الأسوار ؛ فدخلوا المدينة ودار قتال رهيب بين التتار والمسلمين داخل المدينة وفني من الفرقين خلق كثير إلا أ، السيطرة الميدانية كانت للتتار ثم تدفقت على المدينة جموع كثيرة من التتار فحلت الهزيمة الساحقة بالمسلمين ؛ ودار على أشدة فيهم وبدأ المسلمون في الهروب والاختفاء في السراديب والخنادق والديار ؛ فقام التتار بهد سد ضخم كان مبنياً على نهر " جيحون " ليمنع المياه من دخول المدينة ؛ فأطلق التتار طوفن من المياه الغزيرة على " خوارزم " فأغرقت المدينة بكاملها ودخل الماء في السراديب والخنادق والديار وتهدمت ديار المدينة بفعل الطوفان الهائل ؛ ولم يسلم من خوارزم أحد البتة وأصبحت المدينة العظيمة خراباً وتركها التتار وقد اختفت تماماً من على وجه الأرض وأصبح مكانها ماء نهر " جيحون " ؛ وهذا كما قال ابن الأثير " مالم يسمع به في قديم الزمان وحديثه اللهم إلا ما حدث مع قوم نوح – عليه السلام " .
وكانت هذه الأحداث الدامية أيضاً في سنة 617- .
بتدمير إقليمي خراسان وخوارزم يكون التتار قد سيطروا علي المناطق الشمالية والوسطي من دولة خوارزم الكبرى ووصلوا في تقدمهم إلي الغرب علي مقربة كبيرة من نهاية هذه الدولة على حدود العراق .
*** جلال الدين بن خوارزم :-
ولكنهم لم يقتربوا بعد من جنوب دولة خوارزم الكبرى الذى كان تحت سيطرة رجل يدعي " جلال الدين بن خوارزم شاه " ابن الزعيم محمد بن خوارزم شاه زعيم الدولة الخوارزمية ، وكان جنوب الدولة الخوارزمية يشمل وسط وجنوب أفغانستان وباكستان وكان يفصل بينه وبين الهند نهر السند وكان جلال الدين يتخذ من مدينة غزنة مقرا له وهي تقع الآن في أفغانستان علي بعد 150 كم من مدينة كابل وهى مدينة حصينة تقع وسط جبال " باروجا ميزوس " الأفغانية .
** موقعة " غزنة " :-

عندما انتهى جنكيز خان من أمر الزعيم الرئيسي للبلاد "محمد بن خوارزم شاه " وأسقط دولته بهذا الشكل المريع بدأ يفكر في غزو وسط أفغانستان وجنوبها ، فهو يريد أن من أمر الابن " جلال الدين " الذى ورث الحكم بعد أبيه محمد بن خوارزم شاه ، فوجه جنكيز خان إلى غزنة وهي عاصمة ملك " جلال الدين " جيشاً كثيفا من التتار ، وبدأ جلال الدين بعد أن أصبح الوريث الشرعى للبلاد وبعد أن وصلته أخبار ما حدث فى شمال ووسط مملكة أبيه وما حدث لأبيه وكيف مات فى جزيرة نائية ،فجمع جيشاً كبيرا من بلاده وأنضم إليه أحد ملوك الأتراك المسلمين كان يدعى "سيف الدين بغراق " وكان شجاعاً مقداماً صاحب رأى ومكيدة وحرب وكان معه ثلاثون ألف جندي ثم أنضم إليه أيضا ستون ألفا من الجنود الخوارزمية الذين فروا من التتار أثناء غزوهم المدن الخوارزمية ، ثم أنضم إليه أيضا ملك خان و أمير هراة الذى فر منها بفرقة من جيشه ، فبلغ جيش جلال الدين عددا كبيرا ، فخرج بهذا الجيش إلى منطقة بجوار غزنة تدعى " بلق" وهى منطقة ذات طبيعة جبلية وعرة وتقع وسط الجبال العظيمة ، وانتظر جيش التتار هناك فى ذلك المكان الحصين ، وبعد قليل جاء جيش التتار فدار بين الجيشين معركة من أشرس المعارك فى هذه المنطقة وقاتل المسلمون قتال المستميت فهذه أطراف المملكة الخوارزمية فلو هزموا في هذه الموقعة فليس بعدها أملاك ، فكان لحمية المسلمين ولصعوبة الأرض والطبيعة الجبلية وكثرة أعداد المسلمين وشجاعة الفرقة التركية بقيادة سيف الدين بغراق والقيادة الميدانية لجلال الدين أثراً واضحا في ثبات المسلمين أمام جحافل التتار فاستمرت المعركة ثلاثة أيام ، ثم أنزل الله – عز وجل – نصره علي المسلمين وانهزم التتار للمرة الأولى فى بلاد المسلمين وكثر فيهم القتل ، وفر الباقون منهم إلى ملكهم جنكيز خان وكان فى ذلك الوقت قد ترك سمرقند وتمركز فى منطقة الطالقان فى شمال شرق أفغانستان ، وارتفعت معنويات المسلمين بعد هذه المعركة فقد كان قد وقر فى قلوب الكثيرين قبل المعركة أن التتار لا يهزمون ، ولكن هاهو إتحاد الجيوش الإسلامية في غزنة يؤتى ثماره فاتحدت فى هذه الموقعة جيوش جلال الدين مع بقايا جيوش أبيه مع الفرقة التركية بقيادة " سيف الدين بغراق " مع ملك خان أمير هراة واختاروا مكاناً مناسباً وأخذوا بالأسباب المتاحة فكان النصر .
** موقعة " كابل " :-

وعندما اطمئن جلال الدين إلى جيشه أرسل رسالة إلى جنكيز خان في " الطالقان " يدعوه فيها إلى قتال جديد وهذه هي أول مره يشعر فيها جنكيز خان بالقلق فجهز جيشاً أكبر وأرسله مع أحد أبناءه لقتال جلال الدين وتجهز الجيش المسلم للموقعة الثانية مع التتار ؛ والتقى الجيشان في مدينة " كابُل " الأفغانية وهي مدينة حصينة تحاط من كل جهاتها تقريباً بالجبال ؛ فشمالها جبال " هندوكوش " الشاهقة وغربها جبال " باروبا ميزوس " وجنوبها وشرقها جبال " سليمان " ؛ فدارت موقعة كابل الكبيرة وكان القتال عنيفاً أشد ضراوة من موقعة غزنة وثبت المسلمون وحققوا نصراً غالياً ثانياً على التتار بل وأنقذوا عشرات الآلاف من المسلمين الأسرى من أيدي التتار ؛ وارتفعت معنويات المسلمين أكثر وفرح المسلمون بهذا النصر .
** الغنائم :-

ثم تمكن المسلمون من شئ يعتبرة الكثيرون من الناس نعمة ولكن كثيراً ما يكون نقمة ألا وهو " الغنائم " الدنيا وكم أهلكت الدنيا من المسلمين ؛ روى البخاري ومسلم عن عمرو بن عوف ( رضي الله عنه ) قال ؛ قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) " فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم " ؛ وكانت قلوب المسلمين في هذه الحقبة من الزمان مريضة بمرض حب الدنيا إلا من رحم الله ؛ وكانت حروبهم حروب مادية ؛ حروب مصالح ؛ حروب أهواء ؛ ولم تكن حروباً في سبيل الله – عز وجل – لذلك كان لهم الانتصار مرة أو مرتين لحب البقاء والرغبة في الملك والخوف من الأسر ومن القتل فكانت لهم جولة أو جولتين ولكن ظهرت خبايا النفوس عند كثرة الأموال والغنائم ووقع المسلمون في الفتنة فاختلفوا على تقسيم الغنيمة ؛ فقام " سيف الدين بغراق " وقام " ملك خان " أمير هراه قام كل منهما نصيبه في الغنيمة وحدث الأختلاف وارتفعت الأصوات ثم ارتفعت السيوف ليقاتل المسلمون على تقسيم الغنيمة ؛ وجيوش التتار مازالت تملأ معظم مدن المسلمين ؛ وكان ممن قُتل أخ لسيف الدين بغراق فغضب غضباً شديداً وقرر الانسحاب من جيش جلال الدين ومعه ثلاثون ألف مقاتل ؛ فحدث ارتباك كبير في جيش المسلمين وحاول جلال الدين أن يُصلح الأمور فأسرع إلى سيف الدين بغراق ليرجوه أن يعود إلى صف المسلمين والمسلمون في حاجة إلى كل جندي وفي حاجة إلى كل طاقة ؛ وفوق هذا فإن الفرقة التركية التي انسحبت هي أقوى فرقة في جيش جلال الدين ؛ لكن سيف الدين بغراق أصر على الأنسحاب وأنسحب بالفعل وأنكسر جيش المسلمين انكسارا كبيراً فأنكسر انكساراً مادياً ومعنوياً ولم يفلح المسلمين في استثمار النصر الغالي الذي حققوه في " غزنه " و " كابل " ؛ روى مسلم عن أبي سعيد الخدري قال؛ قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) " إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستحلفكم فيها فينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء "
__________________________
*** فرار " جلال الدين " :-
وبينما هم كذلك إذ جاء جنكيز خان بنفسه على رأس جيوشه ليرى ذلك المسلم الذي انتصر عليه مرتين في غزنة وكابل فدب الرعب والهلع في جيش المسلمين فقد قلت أعداد المسلمين وتحطمت معنوياتهم ؛ ورأى جلال الدين أن جيشه أصبح ضعيفاً فأخذ جيشه وبدأ يتجه جنوباً للهروب من جيش جنكيز خان أو على الأقل تجنب الحرب لكن جنكيز خان كان مصراً على الحرب ؛ وفعل جلال الدين مثل ما فعل أبوه من قبل فبدأ يتنقل من مدينة إلى مدينة ومن بلد إلى وبلد حتى وصل إلى حدود باكستان فاخترقها حتى وصل إلى نهر " السند " الذي يفصل بين باكستان والهند وهناك قرر العبور في نهر " السند " والدخول إلى أرض الهند مع أن علاقته بأهل الهند علاقة سيئة لكن كان أرحم عنده من لقاء جنكيز خان ولكن عند نهر السند لم يجد السفينة التي يعبر بها مثلما وجدها أبوه من قبل ؛ فأنتظر وفوجئ بعد قليل بجيش جنكيز خان من خلفه فلم يكن هناك بُد من القتال فنهر السند من خلفهم والسفن على مسافة بعيدة ؛ فدارت موقعة رهيبة بكل معاني الكلمة فكل المشاهدين لهذه الموقعة قال أن كل ماضي من الحروب كان لعباً بالنسبة إلى هذا القتال واستمرت الموقعة الرهيبة ثلاثة أيام متصلة واستحر القتل في الفريقين وكان ممن قتل في صفوف المسلمين الأمير " ملك خان " أمير هراه ؛ وفي اليوم الرابع انفصلت الجيوش لكثرة القتل وبدأ كل طرف يعيد حساباته ؛ وبينما هم في هذه الهدنة المؤقتة جاءت السفن إلى نهر السند فلم يضيع جلال الدين أي وقت في التفكير فأخذ القرار السريع في الهروب وقفز الزعيم المسلم إلى السفينة ومعه خاصته ومقربيه وعبروا نهر السند إلى بلاد الهند وتركوا التتار على الناحية الغربية للنهر .
** سقوط " غزنة " :-
بعد ذلك انقلب جنكيز خان على بلاد المسلمين يصب عليها عظيم غضبة نتيجة الهزيمتين اللتان لحقتا بجيوشه من قبل ويفعل بها ما اعتاد التتار أن يفعلوه وأكثر ؛ وكانت أشد المدن معاناة مدينة " غزنة " عاصمة جلال الدين بن خوارزم وهي المدينة التي هُزم عندها قبل ذلك جيش جنكيز خان ؛ فقتل كل رجالها بلا استثناء وسبى كل الحريم وأحرق كل الديار وتركها كما يقول ابن الأثير " خاوية على عروشها كأن لم تغن بالأمس " وكان ممن أمسك به جنكيز خان من أهل المدينة أطفال جلال الدين بن خوارزم فأمر جنكيز خان بزبحهم جميعاً وهكذا ذاق جلال الدين من نفس المرارة التي ذاقها الملايين من شعبه ؛ روى البيهقي أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) قال " كن كما شئت فكما تدين تدان " ؛ وبذلك حقق جنكيز خان حلماً غالياً ما كان يتوقع أن يكون بهذه السهولة وهو احتلال أفغانستان .
فلماذا يكون حلم جنكيز خان وأمثاله احتلال أفغانستان ؟
ولماذا يكون احتلال أفغانستان خطوة لسقوط الأمة الإسلامية ؟
" " " " " من أي محتل نذير خطر على الأمة الإسلامية بأسرها ؟
كل هذا لعدة أمور :-
1- للطبيعة الجبلية للدولة التي تجعل غزوها شبه مستحيل ؛ وبذلك فهي تمثل حاجزاً طبيعياً قوياً في وجه الغزاة ؛ هذا الحاجز يخفف الوضع على البلاد المجاورة لأفغانستان فإن سقطت أفغانستان كان سقوط هذه البلاد المجاورة محتملاً جداً وسيكون غزو أو مساومة باكستان وإيران والعراق أسهل كثيراً .
2- الموقع الإستراتيجي الهام لأفغانستان فهي تقع في موقع متوسط من أسيا ؛ فالذي يمتلك أفغانستان فكأنه ينظر بزاوية بدرجة 360 على المنطقة بأسرها ؛ فهو على بُعد خطوات من دول في غاية الأهمية ؛ فهو لا يراقب باكستان وإيران فقط ولكن يراقب أيضاً دولاً خطيرة في المنطقة مثل روسيا والهند ؛ وفوق ذلك هو قريب نسبياً من الصين فتصبح السيطرة على كامل آسيا بعد احتلال أفغانستان أمراً ممكناً .
3- الطبيعة الجبلية لأفغانستان أكسبت الشعب الأفغاني صلابة وقوة قد لا تتوفر في غيرها من البلاد إن سقط هؤلاء الأفغان فسقوط غيرهم سيكون أسهل بلا شك .
4- يتمتع سكان أفغانستان بنزعة إسلامية عالية وروح جهادية بارزة ومميزة وليس من السهل أن يقبلوا بالإحتلال وظهر ذلك جلياً في انتصارين متتاليين علي التتار فكل الجيوش الإسلامية قبل ذلك فشلت في حربها مع التتار وهذه أول مرة يهزم التتار هزيمتين متتاليتين وكان ذلك في أفغانستان فلو سقط هؤلاء القوم فهذا يعد نجاحاً كبيرا للقوي المعادية للمسلمين .
بذلك يكون التتار قد وصلوا من الصين إلى كازاخستان ثم أوزبكستان ثم تركمنستان ثم أفغانستان ثم إيران ثم أذربيجان ثم أرمينيا وجورجيا واقتربوا جدا من العراق كل ذلك في سنة 617 ه ، ففي سنة واحدة اجتاح التتار هذا الجزء الشرقي من العالم الإسلامي .
** سقوط مراغة :-
في بداية عام 618 ه دخل التتار مدينة مراغة المسلمة وهي تقع في إقليم أذربيجان ومن عجيب الأمور أن امرأة مسلمة كانت تحكم هذه المدينة ، حاصر التتار مراغة ونصبوا حولها المنجنيق وبدأ القتال من التتار للمسلمين بواسطة الأسري المسلمين الذين بدأو بفتح مراغة ، وبدأ الأسري المسلمين يقتلون إخوانهم المسلمين في مراغة طمعاً في قليل من الحياة ودخل التتار المدينة المسلمة في 4 صفر سنة 618 ه ووضعوا السيف في أهلها فقتل منهم كما يقول ابن الأثير ( ما يخرج عن الحد والإحصاء ) ونهبوا كل ما صلح نهبه وكل ما استطاعوا أن يحملوه والذي لم يستطيعوا حمله كانوا يجمعونه ويحرقونه فكانوا يأتون بالحرير الثمين كأمثال التلال فيحرقونه بالنار ، ويقول ابن الأثير ( إن المرأة من التتار كانت تدخل الدار فتقتل جماعة من أهل الدار رجالا ونساء وأطفالا ما يتحرك لها أحد ) وذكر أيضاً أنه قد سمع بنفسه من بعض أهل مراغة أن رجلا من التتر دخل درباً به مائة رجل مسلم فما زال يقتلهم واحداً تلوا الآخر حتى أفناهم جميعاً ولم يرفع إليه رجل واحد يده بسوء فوضعت الذلة علي الناس لا يدفعون عن أنفسهم قليل ولا كثير .




رد مع اقتباس