الذهب يحقق مكاسب قصيرة المدى وسط تراجع الدولار الأمريكي ولكنه لا يزال منخفضًا على المدى الطويل
حقق الذهب بعضًا من المكاسب على الرغم من انخفاضه، تزامنًا مع تراجع الدولار الأمريكي. ولكن من المدى المتوسط إلى الطويل، يصعب التكهن بأي ارتفاع للذهب.
هذا وقد ارتفع الذهب إلى 1,324.40 وسط تراجع الدولار الأمريكي قبيل انعقاد اجتماع لجنة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. ولكن أي مكاسب قد يحققها السعر من المرجح ألا تدوم طويلًا.
جدير بالذكر أن الذهب كان قد تراجع بما يزيد عن 20% هذا العام ، إذ أن زيادة استقرار الأوضاع الأوروبية والتوقعات حول خفض الفيدرالي الأمريكي وما يتسببه في تراجع الدولار الأمريكي كل تلك الأمور تقود المستثمرين خارج نطاق عملات الملاذ الآمن كما أخدت حاملي أصول المخاطرة إلى منطقة العائدات.
هذا وقد ارتفع الذهب إلى أعلى مستوياته في سبتمبر 2011 بواقع 1,900.30 دولار للأوقية، وذلك بفضل سياسة التسهيل النقدي التي تبنتها البنوك المركزية فضلًا عن توسعة المعروض النقدي M2 و تراجع العملة وحالة التفاؤل التي انتابت المستثمرين. وفي الوقت ذاته، ازدادت حدة اضطراب الأسواق الأوروبية إذ عانت منطقة اليورو من الأزمات التي كان تواجهها فضلًا عن خطط الإنقاذ المتوالية للدول الهامشية المحيطة بالمنطقة مما أدى إلى لجوء المستثمرين لمنطقة الملاذ الآمن للذهب.
ومع استمرار تحسن البيانات الاقتصادية الأساسية عالميًا بشكل ظاهري، فإن المستثمرون لا يرون ضرورة للاتجاه نحو الأصول الآمنة. من جانبها تتبنى منطقة اليورو تقنية مستقرة للإصلاحات الهيكلية، تزامنًا مع مستويات فائدة منخفضة، لذا تتجه شهية المخاطرة للارتفاع، مما يؤدي لتحول التدفقات المالية من الذهب نحو الأصول ذات العائد المرتفع.
وبغض النظر عن تأثير الدولار الأمريكي على السعر، فإنه من غير المرجح أن يرتفع سعر الذهب خلال 2014. كما تتجه البنوك المركزية إلى تشديد السياسة النقدية، حيث من المتوقع أن تعلن لجنة الاحتياطي الفيدرالي غدًا عن تقليص حجم برنامج شراء الأصول بنحو 10 مليار دولار شهريًا.
وسواء كنت تصدق أن قوة البيانات الاقتصادية الأساسية، تعتمد على السياسة النقدية أم لا، فإن الأسواق العالمية ترى غير ذلك، الأمر الذي أدى لارتفاع الدولار الأمريكي بشكل كبير.