أسعار المنتجين الجوهرية الأمريكية تطابق التوقعات وطلبات الإعانة تنخفض بخلاف التوقعات
صدر عن الاقتصاد الأمريكي اليوم المزيد من البيانات الرئيسية، حيث بداية صدر تقرير أسعار المنتجين الأمريكي والذي عاد ليؤكد من جديد أن معدلات التضخم لا تزال تحت السيطرة خلال آب، إلا أن التقرير أشار أن مستويات الأسعار لا تزال ترتفع ولكن بوتيرة معتدلة.
بداية ارتفعت أسعار المنتجين خلال آب بنسبة 0.4% مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 0.2% وبأعلى من التوقعات التي بلغت 0.3%، أما على الصعيد السنوي فقد ارتفعت الأسعار بنسبة 3.1% مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 4.2% وبتطابق مع التوقعات خلال آب.
وعلى صعيد آخر فقد ارتفعت أسعار المنتجين الجوهرية - تلك المستثنى منها أسعار الغذاء والطاقة - خلال آب بنسبة 0.1% مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 0.3% و بتطابق مع التوقعات، أما على الصعيد السنوي فقد ارتفعت أسعار المنتجين الجوهرية بنسبة 1.3% مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 1.5% و بتطابق مع التوقعات أيضا خلال الشهر نفسه.
واضعين بعين الاعتبار أن أسعار بضائع المستهلكين والتي تمثل حوالي 73.77% من التقرير ككل ارتفعت خلال آب بنسبة 0.6% مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت خلال تموز 0.1%، في حين ارتفعت أسعار المنتجين باستثناء الغذاء - تلك التي تمثل حوالي 81.39% من مجمل الأسعار - بنسبة 0.6% مقارنة بالقراءة الصفرية السابقة.
منوّهين عزيزي القارئ بأن بقاء معدلات التضخم الجوهرية ضمن التوقعات كما أشار التقرير يعد تأكيدا واضحا بأن مستويات التضخم لا تزال تحت السيطرة، حيث اشار البنك الفدرالي الأمريكي بخصوص الوضع الاقتصادي الجاري أن الأنشطة الاقتصادية تردّت نوعا ما خلال الفترة الماضية، الأمر الذي شكّل ضغطا على الأسعار وحد من ارتفاعها، الأمر الذي جعل من التضخم تحت السيطرة.
كما أن الفدرالي الأمريكي يتوقع بأن يبقى التضخم كذلك خلال العامين المقبلين، وذلك في خضم سياسة البنك الفدرالي التي ترتكز على تحقيق النمو قبيل اللجوء إلى السيطرة على التضخم، أضف إلى ذلك عزيزي القارئ أن الاقتصاد الأمريكي لا يزال في مواجهة مع العقبات التي تتمثل في معدلات البطالة المرتفعة وأوضاع التشديد الائتماني، الأمر الذي يحد من تقدم مستويات الإنفاق لدى المستهلكين.
كما وصدر أيضا عن الاقتصاد الأمريكي تقرير طلبات الإعانة التي شهدت انخفاضا للأسبوع المنتهي في الحادي عشر من أيلول إلى 450 ألف طلب مقارنة بالقراءة السابقة التي تم تعديلها إلى 453 ألف طلب وبافضل من التوقعات التي بلغت 459 ألف طلب، في حين انخفضت طلبات الإعانة المستمرة للأسبوع المنتهي في الرابع من أيلول الجاري إلى 4485 ألف طلب مقابل 4569 ألف طلب ولكن بأسوأ من التوقعات التي بلغت 4464 الف طلب.
حيث أن العقبات لا تزال تقف أمام الاقتصاد الأمريكي كما أسلفنا أعلاه، حيث أن معدلات البطالة لا تزال ضمن أعلى مستوياتها منذ حوالي ربع قرن، إضافة إلى أن البنوك لم تنفك عن تشديد الشروط الائتمانية، الأمر الذي أثقل كاهل الإنفاق والدخل لدى المستهلكين.
في حين توسع العجز في الحساب الجاري الأمريكي خلال الربع الثاني ليصل إلى 123.3 مليار دولار مقارنة بالعجز السابق الذي تم تعديله إلى 109.2 مليار دولار ولكن بأفضل من التوقعات التي بلغت 125.0 مليار دولار كعجز، حيث أن الصادرات الأمريكية لم تتمكن من التفوق على الواردات كتأثير من ضعف مستويات الطلب عالميا إلى جانب ارتفاع الدولار الأمريكي خلال الربع الثاني من هذا العام.
واضعين بعين الاعتبار أن مجمل الأوضاع في الاقتصاد الأمريكي لا تزال ضعيفة نوعا ما، وهذا ما يشير بأن الاقتصاد الأمريكي سيلزمه المزيد من الوقت إلى أن تعود المياه إلى مجاريها كما يقولون، ناهيك عن أن مرحلة تعافي الاقتصاد الأمريكي فقدت بعضا من عزمها خلال الفترة القليلة الماضية، إذ من المتوقع أن يواصل الاقتصاد الأمريكي مرحلة تعافي خلال العام الحالي وحتى النصف الثاني من العام 2011...