شكوك حول سندات الخزينة الأميركية
قال خبراء أقتصاديون أن فوائد السندات الأميركية تدهورت مقارنة بعام 2000 من 15.8 إلى 2.5% فقط.
طلال سلامة من برن (سويسرا): ينتظر الخبراء السويسريين مرور الأسواق المالية بسلة من التصحيحات، على المدى القصير. اذ ان تقلبات أسعار السلع، في الشهر الفائت، صعوداً ونزولاً، كانت غير مألوفة، ما جعل
بورصة زوريخ تتعرض لهزات، مقلقة انما ضعيفة القوة، قد يكون سببها تحرك موظفي البورصة الى تسعير المنتجات والأسهم بصورة تخطت جميع التوقعات المنطقية.
في الحقيقة، نجد أنفسنا اليوم أمام قطاع خاص، يحاول رمي كافة المخاطر المالية المحدقة بعيداً جداً عنه، وقطاع عام بدأ يلجأ بقوة الى المناورات المالية الضخمة. وهذا من شأنه ضعضعة عالم الاقتصاد والمال معاً.
علاوة على ذلك، يوجه الخبراء، الأوروبيين والسويسريين، اصبع الاتهام، رسمياً، الى الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (Fed) الذي لم يتوقف أبداً عن طبع الدولارات منذ أكثر من 25 عاماً. لكن، ومنذ عام 1913، يلاحظ الخبراء أن كل أزمة منوطة بالسيولة المالية تجلب معها "فقاعة" من جراء اغراق الأسواق بأنهر من الأموال. هكذا، وبدلاً من تفادي توليد فقاعة جديدة، يتحرك الاحتياطي الفيدرالي نحو توليد فقاعات جديدة، لم تعرف بعد نتائجها الكارثية العالمية. هذا ولم يسجل الاقتصاد الأميركي أي تحسن منذ عام 1998.
فالعدد الكلي للموظفين بأميركا هو نفسه. أما الوضع المالي فهو في تدهور مستمر ناهيك من غرق حكومة واشنطن في ديون مخيفة.
مقارنة بعام 2000 تدهورت فوائد سندات الخزينة الأميركية من 15.8 الى 2.5 في المئة فقط. وفي حال جرى احتساب التضخم المالي فان هذه الفوائد، حالياً، هي شبه الصفر، عملياً.
على صعيد الشهور القادمة وما قد يواكبها من ظواهر خاصة بالتضخم المالي والانكماش الاقتصادي، يشير الخبير ماتيوس زولبرغر لصحيفة ايلاف الى أنه يجب التمييز بين دولة وأخرى، في الدول الصناعية المتقدمة، ومن ضمنها سويسرا، لا يرى الخبير نمواً اقتصادياً. أما تلك الدول، التي تتدفق اليها أعداد لامتناهية من رؤوس الأموال، فانها ستشهد تضخماً مالياً.
ويذكر الخبير بين هذه الدول منطقة الشرق الأقصى، كما ماليزيا وتايلندا. وقد يتجاوز معدل التضخم المالي، في الهند والصين، 8 في المئة. ويتوقع الخبير زولبرغر أن يشمل التضخم المالي المواد الأولية(أي أن اسعارها ستواصل ارتفاعها) بسبب السياسة المالية للاحتياطي الفيدرالي الأميركي الذي "قمع" قيمة الدولار اضافة الى توليد دوامة جديدة، من التضخم المالي، تستهدف، اليوم، اقتصاديات الدول النامية والذهب وجميع السلع الأولية الأخرى.
علاوة على ذلك، يدعو هذا الخبير، عن طريق الصفحة الاقتصادية الايلافية، الجميع الى متابعة الأخبار المتأتية من الصين، عن كثب. فما يحصل بالصين يؤثر على كافة اقتصاديات العالم! كما ينصح الخبير استثمار لغاية 50 في المئة، من الثروات الشخصية أم غيرها، في أسواق الصين والهند وأميركا اللاتينية.
بالنسبة للذهب، فان الخبير زولبرغر لا يعتبر الاستثمار داخله فقاعة! في ما يتعلق بالاستثمار في معادن ثمينة أخرى(الفضة والبلاتين) وبعض السلع الزراعية(السكر والقمح وعصير البرتقال) فانه ناجح، بدوره، وفق رأي هذا الخبير الذي يرى، كذلك، في الأراضي الزراعية استثماراً مستقبلياً علينا ألا نقلل من قيمته! ¬
Source: Elaph