الأسبوع الماضي كان من العيار الثقيل حيث شهد العديد من الأحداث و البيانات الاقتصادية المهمة و التي جاءت مختلطة، و لا ننسى أخبار الشركات التي أثّرت بشكل كبير على تحركات الأسواق في خطوة استمرارية لموسم الإفصاح بجانب عمليات الإستحواذ و السيطرة التي شغلت الأسواق خلال الأسبوع الماضي، و أهم ما جاء في الأسبوع الماضي بيانات النمو و قرار الفدرالي لأسعار الفائدة بجاتب تقريري الدخل و الوظائف .
بيانات النمو : تراجع قوي في نمو الاقتصاد الأمريكي خلال الربع الأول من العام الحالي
أظهرت بيانات النمو الأمريكية التي تمثلت بالقراءة الأولية للناتج المحلي الإجمالي عن الربع الأول من العام الحالي 2014 ، تراجعاً ملحوظاً في نمو الاقتصاد الأكبر في العالم، حيث سجلت القراءة نمواً بنسبة 0.1% مقارنة بالقراءة النهائية للربع الرابع من العام الماضي 2013 التي أظهرت نمواً بنسبة 2.6% ، و قد جاءت القراءة بأدنى من التوقعات التي أشارت إلى نمو بنسبة 1.2%.
أما الإنفاق الشخصي خلال الفترة ذاتها فقد سجلت نمواً بنسبة 3.0% مقارنة بالقراءة الربعية السابقة التي سجلت نمواً بنسبة 3.3% ، و قد جاءت هذه القراءة بأفضل من التوقعات عند 2.0%.
الفدرالي الأمريكي يثبت أسعار الفائدة، و خطوة رابعة في تقليص الخطط النحفيزية
أقرّت اللجنة الفدرالية المفتوحة التابعة للبنك الفدرالي الأمريكي تثبيت أسعار الفائدة عند مستوياتها التاريخية المتدنية القريبة من الصفر بالمئة، في حين صادقت اللجنة على خطوة رابعة من عملية تقليص الخطط التحفيزية و بواقع 10 مليار دولار ليصبح مجمل الخطط التحفيزية يبلغ 45 مليار دولار شهرياً .
تقرير الدخل الشخصي يظهر ارتفاع الإنفاق الشخصي لأعلى مستوى منذ خمس سنوات
ارتفع الدخل الشخصي خلال الشهر آذار / مارس الماضي بنسبة 0.5% ، مقارنة بالقراءة الشهرية السابقة والتي أظهرت ارتفاعاً بنسبة 0.4% ، لتأتي القراءة الجديدة بأفضل من التوقعات عند ارتفاع بنسبة 0.4%.
أما مستويات الإنفاق الأمريكية بنسبة 0.9% ، مقارنة مع القراءة السابقة عند ارتفاع بنسبة 0.5% ، لتأتي القراءة بأفضل من التوقعات عند 0.6% ، حيث كانت الحصة الأكبر من هذا الإنفاق قد صرفت على الخدمات الصحية، حيث ارتفع الإنفاق على هذه الخدمات بنسبة 9.9% خلال الربع الاول وهو الأكبر منذ عام 1980 ، ونشير هنا بأن الإنفاق المستهلكين يشكل ما نسبته 70% من الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي .
قطاع العمل يظهر تحسناً كبيراً و هو ما أظهره مؤشر ADP للتغير في وظائف القطاع الخاص و تقرير الوظائف الأمريكي
أوضح تقرير الوظائف الأمريكي بأن وتيرة إضافة الوظائف هي الأعلى منذ عامين أي من عام 2012 ، في حين سجلت معدلات البطالة أدنى مستوياتها منذ سبتمبر 2008 أي لا تزال عند أدنى مستوى منذ أكثر من خمسة أعوام، و هذه الأرقام تثبت وجهة نظر الفدرالي الأمريكي حيال التوسع في النمو بعد الركود في الربع الأول من العام الحالي .
حيث جاء الجزء الأول من التقرير ليظهر نجاح الإقتصاد الأمريكي بإضافة 288 ألف في وظائف القطاعات الأمريكية ما عدا الزراعية خلال شهر نيسان / أبريل الماضي مقارنة بالقراءة الشهرية السابقة التي بينت نجاح الإقتصاد بإضافة وظائف الغير زراعية بنحو 203 ألف وظيفة مضافة و التي تم تعديلها من 192 ألف وظيفة، لتأتي هذه القراءة أفضل من التوقعات التي أشارت إلى إضافة 218 ألف وظيفة مضافة .
إلى ذلك فقد أظهر الجزء الثاني من التقرير تراجع معدلات البطالة إلى ما نسبته 6.3% من معدلات 6.7% ، أي لا تزال عند أدنى مستوى منذ أكثر من خمسة أعوام، أما بالنسبة لمعدل المشاركة فقد تراجع إلى 62.8% من 63.2% و هو أدنى مستوى منذ عام 1978.
و قبل يومين من صدور تقرير الوظائف، قام الاقتصاد الأمريكي بإصدار مؤشر ADP للتغير في وظائف القطاع الخاص، حيث جاء مؤشر ADP للتغير في للوظائف في الولايات المتحدة الامريكية ليشير التقرير الصادر أن القطاع الخاص نجح في خلق 220 ألف وظيفة خلال الشهر نيسان، بالمقارنة مع القراءة السابقة التي أوضحت إضافة 209 ألف وظيفة و التي عدلت من 191 ألف وظيفة جديدة، و بأفضل من التوقعات التي بلغت 210 ألف وظيفة مضافة .
جانيت يلين تؤكد على تحسن الاقتصاد الأمريكي
قام محافظ البنك الفدرالي الأمريكي، السيدة جانيت يلين بعقد مؤتمر صحفي في نيويورك خلال الأسبوع الماضي، حيث أكدت يلين على أن عجلة الإنتعاش والتعافي لا تزال تسير على قدم وساق في الولايات المتحدة .
هذا وأشادت يلين بالقطاع المصرفي الأمريكي الذي أصبح مستقراً أكثر في الفترة الأخيرة، مما أدى إلى تحسن الاقتصاد ككل، مشيرة إلى أنه يجب على البنوك أن تتخذ إجراءات الحيطة والحذر من أجل تجنب المخاطر، مؤكدة على ان المصارف الأمريكي تلعب دوراً مهماً بالتأثير على الاقتصاد .
" على الرغم من انه لا يزال هنالك ضغط كبير بسبب الإيرادات المنخفضة، إلا أن معظم أرباح البنوك قد تحسنت منذ الأزمة المالية " بحسب ما قالت يلين .
أخبار الشركات : عمليات السيطرة و الإستحواذ تشعل الأسواق
أثّرت أخبار الشركات إيجابياً على الأسواق حيث صدرت أخبار بنية شركات بالإندماج أو الإستحواذ أو السيطرة على شركات أخرى، و كان أهم هذه الأخبار، الخبر الصادر من شركة Pfizer الأمريكية التي أكدت على تجديد العرض لشراء شركة الأدوية البريطانية AstraZeneca مقابل 100 مليار دولار، و قد قامت شركة Pfizer بالإصرار على ضم شركة AstraZeneca ليرتفع مبلغ الصفقة إلى 106 مليار دولار، لكن الشركة البريطانية لم توافق على هذا العرض أيضاً، و نود الإشارة هنا إلى أن هذا الخبر قد أعطى تأثيره الخاص على الأسواق، و السبب في رفض العرض بأنه يبخّس من قيمة الشركة.