إذا كان عليّ أن أصنف المتداولين بناء على نتائجهم التي يحققونها , فسوف أضعهم في ثلاث
فئات رئيسية .
66
المجموعة الأصغر , ربما أقل من 10 بالمائة من المتداولين النشطين , هي مجموعة
الرابحين باستمرارية )بثبات بتجانس باتساق( , - -
هؤلاء لديهم منحنى بياني لرصيدهم صاعد بثبات مع انحدارات بسيطة نسبيا .
هذه الانحدارات )التراجعات( التي يمرون بها هي نوع من الخسائر الطبيعية التي يتعرض لها
أي نظام تداول .
و هؤلاء لم يتعلموا كيف يكسبون المال فحسب , و لكنهم أيضا لم يعودوا عرضة للقوى
النفسية التي تتسبب بدورة الازدهار و الإخفاق .
المجموعة الثانية , و التي تحوي ما بين 30 إلى 40 بالمائة من المتداولين النشطين , هي
مجموعة الخاسرين باستمرارية .
المنحنى البياني لرصيد هؤلاء يكون صورة طبق الأصل عن منحنى الرابحين باستمرارية و
لكن في الاتجاه المعاكس _أي الكثير من الصفقات الخاسرة التي يتخللها بعض الصفقات
الرابحة كل حين_ .
و بغض النظر عن طول فترة تداول هؤلاء , فهناك الكثير من الأمور المتعلقة بالتداول لم
يتعلموها .
فهم إما يعانون من أوهام حول طبيعة التداول , أو أنهم مدمنين على التداول بشكل يجعل من
المستحيل عليهم عمليا أن يكونوا رابحين .
المجموعة الأكبر , وهي ال 40 إلى 50 بالمائة الباقية من المتداولين النشطين , هم
"المزدهون و المخفقون" .
لقد تعلموا كيف يكسبون المال , ولكنهم لم يتعلموا أن هناك جسدا متكاملا من مهارات التداول
التي يجب إتقانها لكي يحافظوا على المال الذي يكسبونه .
و نتيجة لذلك , فالمنحنيات البيانية لرصيدهم تبدو كجولات قطار الملاهي , حيث يكون هناك
انحناءة بسيطة معتدلة و منها إلى هبوط حاد , ثم انحناءة بسيطة معتدلة أخرى و منها إلى
هبوط حاد آخر , و دورة قطار الملاهي هذه تستمر إلى ما لانهاية .
لقد عملت مع العديد من المتداولين المحترفين الذين حققوا سلاسل لا تصدق من الصفقات
الرابحة , و أحيانا كانت تمضي شهور دون أن يمروا بيوم خاسر واحد ,
و تحقيقهم لخمسة عشر صفقة أو حتى عشرين صفقة رابحة متتالية ليس أمر غريبا بالنسبة
لهم .