هل تكتب مخزونات البنزين الأمريكية نهاية المسار الصعودي للنفط ؟
2017-02-07
ما زالت مخزونات الخام والمنتجات المكررة في الولايات المتحدة آخذة في النمو بوتيرة مثيرة للقلق بالنسبة لسوق النفط الذي يفترض أنه في طريقه للتحسن.
وارتفعت مخزونات النفط الخام بمقدار 6.5 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في السابع والعشرين من يناير/ كانون الثاني إلى 494.8 مليون برميل أي أنها ليست بعيدة بقدر كبير عن مستواها الأعلى في 80 عاماً المسجل في 2016.
وبذلك تكون مخزونات النفط ارتفعت على مدار كافة الأسابيع القليلة الماضية منذ بداية 2017، لكن أيضاً مخزونات البنزين شهدت ارتفاعا جامحا حيث قفزت بمقدار 3.2 مليون برميل إلى 257.1 مليون برميل، وهو ما يرصد تأثيره تقرير لـ"أويل برايس".
تخمة المخزونات
الزيادة المفاجئة والحادة في كل من مخزونات النفط والمواد المكررة علامة تحذير وخاصة لمن يراهنون بشكل كبير على مزيد من التشدد في السوق وارتفاع الأسعار.
- في الواقع، أصبحت وفرة البنزين ضخمة للغاية في الساحل الأمريكي الشرقي، حتى أن بعض الناقلات المتجهة إلى موانئ الولايات المتحدة تم إعادة توجيهها إلى أوروبا، بحسب "بلومبيرج".
- يقول محللون إن الزيادة في المخزونات ستبقي استقدام الناقلات إلى الساحل الشرقي منخفضاً لأن السوق ينتظر آثار موسم الصيانة الربيعي، لا سيما بعدما ارتفعت المخزونات في هذا النطاق إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق.
- تم تحويل بعض الناقلات من نيويورك إلى منطقة الكاريبي، لإيجاد مواقع شاغرة للتخزين، لكن تحويل مسار الناقلات بعيداً عن الولايات المتحدة لا يحل المشكلة وإنما يزيد حجم المخزونات في بقاع أخرى من العالم.
توقف المصافي عن العمل
في الواقع، انخفض الطلب على البنزين إلى أدنى مستوياته منذ عام 2012، حيث تراجع بمقدار 8.2 مليون برميل يومياً نهاية يناير/ كانون الثاني.
- بعض التقلبات التي يشهدها السوق موسمية، وقد يرجع ارتفاع مخزونات البنزين إلى تزايد نشاط المصافي رغبة في تعزيز الإنتاج قبيل فترة الصيانة المرتقبة خلال موسم الربيع.
- مع توقف المصافي خلال الأشهر المقبلة، يأمل محللون أن يسهم ذلك في تقليص حجم مخزونات البنزين، وبطبيعة الحال تراجع أعمال التكرير سيؤدي إلى ارتفاع مخزونات الخام.
في الوقت نفسه، ما زال إنتاج النفط الأمريكي يرتفع، وأظهرت البيانات الرسمية ارتفاع إنتاج الخام في الولايات المتحدة خلال نوفمبر/ تشرين الثاني بمقدار 400 ألف برميل يومياً إلى 8.9 مليون برميل يومياً.
- زيادة الإنتاج جاءت مدعومة من بعض الحقول البحرية في ألاسكا، وربما لن يمر وقت طويل قبل أن يعود إنتاج الولايات المتحدة أعلى 9 ملايين برميل يومياً، مع بدء التحسن في إنتاج النفط الصخري.
توقعات وطموحات
يرى كبير محللي النفط لدى وكالة الطاقة الدولية "نيل أتكنسون" أن ارتفاع أسعار النفط إلى 65 دولاراً يعد توقعاً طموحاً لا سيما مع رفض دول "أوبك" هبوط الأسعار كثيراً حفاظاً على استقرار اقتصاداتها.
- رغم ذلك حذر "أتكنسون" من أن ارتفاع الأسعار كثيراً سيعمل على جذب الاستثمارات في مناطق أخرى من العالم وفي مقدمتها النفط الصخري في الولايات المتحدة، وهو ما لن تسمح "أوبك" بحدوثه.
- على أي حال قد يواصل ضعف الطلب ضغطه على أسعار النفط خلال المدى القريب، على أن يرتفع الطلب مجدداً أثناء فصل الصيف ونهاية الربيع، ومع ذلك يظل الطلب مرشحاً للنمو بوتيرة هادئة.
- علاوة على ذلك، تواصل صناديق التحوط ومديري الأصول مراهنتهم القياسية على صعود أسعار النفط الخام، ما يزيد مخاطر الهبوط يوماً تلو الآخر خاصة إذا تواصل ارتفاع المخزونات لعدة أسابيع مقبلة.
- تحذير أخير: إذا قررت إدارة "ترامب" تصعيد المواجهة مع إيران، فإن جميع التوقعات ستكون غير ذات نفع، فحدوث ذلك سيخلق حالة ضخمة من عدم اليقين إزاء سوق النفط هذا العام.