ماذا يعني تجنب صناديق التقاعد حول العالم الاستثمار في الوقود الأحفوري؟
2017-05-04
في سبتمبر/أيلول 2016، أصبح صندوق تقاعد حكومي قيمة أصوله 735 مليون جنيه إسترليني الأول في المملكة المتحدة الذي يلتزم بتجنب أصول شركات الوقود الأحفوري، وبعدها بأشهر، تزايدت أعداد صناديق التقاعد التي سحبت استثماراتها من شركات تجني إيراداتها من الوقود الأحفوري حول العالم.
يأتي تخارج استثمارات صناديق التقاعد من شركات الوقود الأحفوري بفعل تزايد المخاوف حيال أنشطة تلك الشركات المسببة لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون بالتزامن مع محاولات الحكومات لمعالجة أزمة التغيرات المناخية، وتناولت "فاينانشيال تايمز" في تقرير ما يعنيه سحب تلك الصناديق استثماراتها من شركات النفط والغاز والفحم.
ضغوط استثمارية
- كانت أسهم شركات النفط والغاز مساهما كبيرا في استثمارات صناديق التقاعد على مدار عقود، ولكن هذا الأمر تغير بتجنب الصناديق أو تقليص استثمارات في الوقود الأحفوري لأسباب مالية وأخلاقية.
- منذ اتفاقية "باريس" 2015 لمكافحة التغيرات المناخية، أصبحت صناديق التقاعد تحت ضغوط شديدة قلقا من تأثر استثماراتها بجهود الحكومات لمكافحة ملوثات الوقود الأحفوري الأمر الذي ربما يؤدي إلى مبادرات لزيادة الضرائب والتكاليف على صناعة النفط والغاز والفحم، وبالتالي، تقل العائدات.
- في نفس الوقت، تتغير صناعة الطاقة بوجه عام مع تزايد الإقبال على مصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح والشمس، وانتشرت تجارب عديدة للاعتماد على الطاقة النظيفة حيث أطلقت بريطانيا مبادرة تشغيل كهرباء من مصادر نظيفة ليوم واحد دون الاعتماد على الفحم للمرة الأولى في 130 عاما.
- أفاد محللون أن المستثمرين على المدى الطويل لديهم تخوفات من تزايد اعتماد الدول على مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة، وأعلن أكثر من 700 مستثمر حول العالم التزاما بخفض أنشطتهم في الوقود الاحفوري في السنوات الأخيرة.
- أسهم التزايد السريع في الاعتماد على الطاقة المتجددة واتفاقية "باريس" في إرسال إشارة إلى المستثمرين بأن عهد الوقود الأحفوري يقترب من نهايته، وواجهت صناعة الوقود الأحفوري بالفعل ضغوطا استثمارية، وظهر ذلك جليا في تراجع أسهم شركات الطاقة.
سياسة استثمارية متوازنة
أعلن صندوق النفط النرويجي أكبر صندوق سيادي في العالم خلال مارس/آذار تحقيق عائد نسبته 0.78% خلال العشر سنوات المنتهية في 2016، وذلك نتيجة قراره بتقليل الاستثمار في شركات ملوثة للبيئة مثل شركات الفحم.
- أكد مدير أحد صناديق التقاعد في نيويورك على أن الاستثمار في شركات النفط والغاز أصبح أقل قيمة في السنوات الأخيرة بسبب المخاوف على البيئة بالإضافة إلى ضغوط مالية.
- أسهم فوز "ترامب" برئاسة أمريكا في تفاؤل حيال صناعة الوقود الأحفوري بسبب سياسته الداعمة لها، وهو ما أثار التكهنات بأن الوقود الأحفوري سيظل مصدرا للطاقة لسنوات قادمة، وبالتالي، فإن المستثمرين الذين تخارجوا من هذه الصناعة ربما يسجلون خسائر أكبر من التوقعات.
- أشارت دراسة إلى أن الصناديق التي سحبت استثماراتها من شركات الوقود الأحفوري سوف تخسر 12% من قيمتها خلال عشرين عاما، ويرى محللون أنه لا بد من استخدام إستراتيجية متوازنة في التعامل مع استثمارات شركات النفط والغاز والفحم.
- في العام الماضي، طالب مستثمرون شركتي "إكسون موبيل" و"شيفرون" بإجراء اختبار تحمل ضغوط تحسبا لأي آثار محتملة من قوانين التغيرات المناخية، ولكن مسؤولي الشركتين نجحوا في حث المساهمين على التصويت ضد هذا المقترح.
- لا تعني هذه الضغوط توقف استثمارات صناديق التقاعد في شركات الوقود الأحفوري، بل تزايد استثماراتها في شركات الطاقة النظيفة.