الدولار يتأرجح مع ترقب مؤشرات «الفيدرالي» حول السياسة النقدية
واجه الدولار الأميركي ضغوطاً مستمرة في التعاملات الآسيوية يوم الثلاثاء؛ إذ تابع المتعاملون تصريحات مسؤولي «الاحتياطي الفيدرالي»، بحثاً عن إشارات حول مسار السياسة النقدية وأسعار الفائدة.
وتأرجح الدولار بين المكاسب والخسائر، ليستقر في نهاية التداولات، بعد أن أنهى يوم الاثنين سلسلة مكاسب استمرت ثلاثة أيام، ليسجل مؤشر الدولار آخر مستوى عند 97.326 نقطة.
وقال محلل الأسواق في «آي جي» بسيدني، توني سيكامور: «نبرة (الفيدرالي) تبدو أكثر تشدداً قليلاً، وهو ما يدفع المستثمرين إلى التوقف والتفكير». ويقيّم المتداولون تأثير السياسات الاقتصادية للرئيس الأميركي دونالد ترمب على الاقتصاد العالمي وتداعياتها على قرارات «الفيدرالي»، قبيل صدور بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي (PCE) هذا الأسبوع.
كما زادت المفاوضات الجارية في الكونغرس، لتفادي إغلاق الحكومة الأميركية في 30 سبتمبر ، من حذر الأسواق.
وتراجعت رهانات خفض الفائدة في اجتماع أكتوبر للجنة السوق المفتوحة الفيدرالية، حيث تشير عقود صناديق «الفيدرالي» الآجلة إلى احتمال بقاء الفائدة دون تغيير بنسبة 10.2 في المائة مقابل 8.1 في المائة يوم الجمعة، وفقاً لأداة «فيد ووتش».
وأمام الين، استقر الدولار عند 147.775 ين، محافظاً على نطاقه السعري المستقر منذ بداية أغسطس . وفي نيوزيلندا، تراجع الدولار المحلي 0.3 في المائة إلى 0.5848 دولار أميركي، بعد إعلان الحكومة بياناً مرتقباً للبنك المركزي يوم الأربعاء، وسط ترقب لتعيين محافظ جديد.
ارتفع عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 4.1467 في المائة، بعد أن أغلق يوم الاثنين عند أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع عند 4.145 في المائة. كما صعد عائد السندات لأجل عامَيْن إلى 3.6051 في المائة مقابل 3.601 في المائة في إغلاق الجلسة السابقة، بدعم من توقعات بإبقاء «الفيدرالي» سياسته مشددة لفترة أطول.
وكتب محللو «ويستباك»، في مذكرة بحثية: «ارتفعت العوائد بشكل طفيف، بعدما أكد عدد من مسؤولي (الفيدرالي) ضرورة الحذر في وتيرة خفض الفائدة، محذرين من استمرار المخاطر التضخمية».
وقال رئيس «الفيدرالي» في سانت لويس، ألبرتو موساليم، إن البنك المركزي «بحاجة إلى التصرف بحذر»، مشيراً إلى أن أسعار الفائدة المعدلة للتضخم قد تكون قريبة من الحياد. فيما أكد رئيس «الفيدرالي» في أتلانتا، رافائيل بوستيك، أن التركيز يجب أن يظل على إعادة التضخم إلى هدف 2 في المائة، مشدداً على أن خفضاً إضافياً للفائدة هذا العام غير ضروري.
من جانبها، عدّت رئيسة «الفيدرالي» في كليفلاند، بيث هاماك، أن «(الفيدرالي) يجب أن يكون شديد الحذر في رفع قيود السياسة النقدية». أما العضو الجديد في مجلس «الفيدرالي»، ستيفن ميران، فذهب إلى أن البنك بالغ في تشديد سياسته النقدية، محذراً من مخاطر على سوق العمل إذا لم تُخفّض الفائدة بشكل أكبر.
ومن المقرر أن يلقي رئيس «الفيدرالي»، جيروم باول، كلمة لاحقاً اليوم حول التوقعات الاقتصادية.
استقر اليورو عند 1.1798 دولار أميركي، مقلصاً مكاسبه بعد أفضل أداء يومي له في أسبوع. وتراجع الدولار 4.5 في المائة أمام البيزو الأرجنتيني بعد تصريحات وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، بأن «جميع الخيارات» مطروحة لتحقيق الاستقرار في الأرجنتين، بما في ذلك خطوط المقايضة وعمليات شراء العملة، مع الإشارة إلى أن أي خطوات ستُتخذ بعد لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع نظيره الأرجنتيني خافيير ميلي في نيويورك.
وفي آسيا، تراجعت الروبية الهندية إلى مستوى قياسي جديد عند 88.62 مقابل الدولار، متأثرة بزيادة رسوم التأشيرات الأميركية وضعف التدفقات الأجنبية. كما انخفض الدولار الأسترالي 0.2 في المائة إلى 0.6584 دولار أميركي، بعد أن لامس أدنى مستوى له في أسبوعين.
أما اليوان الصيني الخارجي فاستقر عند 7.1162 للدولار، وسط مشتريات من بنوك حكومية يُنظر إليها بوصفها خطوة لإبطاء وتيرة ارتفاع العملة، في وقت ارتفعت فيه تكاليف الاقتراض بين البنوك، بعد اضطرابات سببها إعصار «راجاسا» في هونغ كونغ.
وتأرجح الجنيه الإسترليني بين المكاسب والخسائر، ليستقر في النهاية عند 1.35075 دولار أميركي.