إلى أي مدى ستؤثر اكتشافات النفط الضخمة في الولايات المتحدة على السوق العالمي؟
2016-10-11
غمرت أسواق النفط العالمية بالخام الرخيص، بالتزامن مع تنامي المخاوف بشأن التغيرات المناخية، وقد يكون آخر شيء يتطلع إليه العالم الآن هو اكتشاف المزيد من حقول النفط الضخمة، لكن هذا ما حدث بالفعل الأسبوع الماضي.
وبحسب تقرير لـ"نيويورك تايمز" لا تزال الاكتشافت الجديدة في طورها الأولي وبحاجة لمزيد من التجارب، لكنها قد تدعم أعمال الطاقة في الحفاظ على أسعار النفط منخفضة لفترة أطول وسعي الشركات لزيادة احتياطياتها للإنتاج في المستقبل.
وأعلنت شركة "Caelus Energy" اكتشاف حقل في المياه الضحلة قبالة الساحل في ألاسكا يمكنه أن ينتج 2.4 مليار برميل من النفط.
فيما قالت شركة "أباتشي" منذ أسابيع إنها توصلت لحقل في غرب تكساس يمكنه إنتاج 3 مليارات برميل من النفط و75 تريليون قدم مكعبة من الغاز.
عقبات تعرقل زيادة الضخ
يرى خبراء البيئة أن العالم بحاجة للإبقاء على معظم المواد الهيدروكربونية تحت سطح الأرض لتحقيق الأهداف الرئيسية لمؤتمر المناخ في باريس، ما لم يحدث تغيرات كبيرة في انبعاثات الكربون من الوقود الأحفوري.
- المهتمون بالبيئة يقولون إن أسعار النفط لن تتعافى كما يعتقد البعض نهاية العقد الجاري، نظراً لظهور السيارات الكهربائية وفي ظل وجود مقاييس للحد من الانبعاثات.
- هناك اشتباك بين من يدفعون للإبقاء على النفط تحت الأرض، ومن ينفقون أموالهم للتأكد من وجود ما يكفي منه، وربما يحقق الجانبان انتصارات مع مرور الوقت، لكن العالم قد يستغني عن النفط بالنهاية.
- قد تكون الاكتشافات التي جرت في الولايات المتحدة متواضعة نسبياً مقارنة مع إنتاج الحقول الجديدة للنفط الصخري، لكن بعض المحللين يقولون إنها قد تكون بداية جيدة لاكتشافات جديدة في ألاسكا وغرب تكساس.
تشجيع قطاع النفط الأمريكي
اكتشاف ألاسكا يعطي حكومة الولاية حافزاً قوياً لتشجيع عمليات التنقيب لتحظى بمزيد من الضرائب والرسوم، علما بأن قانون الولاية ينص على أن تدفع الشركات ضرائب قبل أن يصل سعر البرميل إلى 73 دولاراً.
- استغلت شركة "أباتشي" انخفاض أسعار النفط لشراء 350 ألف فدان من حقوق التنقيب مقابل 1300 دولار للفدان في منطقة مجاورة لحقول النفط الضخمة بحوض "بيرميان" في ولاية تكساس لكنها تجاهلتها لفترة طويلة.
- يبلغ سعر الفدان في نطاق حوض بيرميان ما دفعته "أباتشي" 40 مرة، وقد استكشفت الشركة حقلها الجديد في الوقت الذي قلصت فيه الاستثمار في مجال التنقيب والإنتاج بمناطق أخرى.
- لاكتشاف ألاسكا أهمية خاصة بالنسبة للولاية، نظراً لتراجع الإنتاج بها منذ عام 1988، وغياب الولاية عن المساهمة في مضاعفة الإنتاج الأمريكي من النفط خلال الفترة من عام 2006 و2014.
- عززت الاكتشافات الجديدة من الثقة في قطاع النفط الأمريكي الذي يجعل الولايات المتحدة قوة نفطية كبرى قادرة على تغطية حاجاتها وتصدير كميات أخرى إلى جميع أنحاء العالم.
الجانب المشرق
ربما لن يتم إنتاج كميات ضخمة من هذين الحقلين لعدة سنوات قادمة، وقد أشارت شركة "Caelus" إلى حاجتها لتشييد خط أنابيب مداه 125 ميلاً بتكلفة 800 مليون دولار لبدء الإنتاج من اكتشافها الجديد.
- تراجعت أصول منتجي النفط الأمريكان العام الماضي بمقدار 177 مليار دولار، وفقاً لـ"آي.إتش.إس" للاستشارات، فيما أشار تقرير لمكتب محاماة "هاينز آند بون" إلى إفلاس 102 منتج أمريكي وكندي منذ بداية عام 2015.
- أعرب العديد من المنتجين عن تشككهم تجاه نجاح "أوبك" في تطبيق اتفاق تخفيض الإنتاج، و حتى في حال التوصل لاتفاق نهائي بين أعضاء المنظمة هناك مخاوف بشأن ضمان الالتزام به.
- يرى مسؤولون بشركات النفط أنه بعد انخفاض الاستثمارات في عمليات الاستكشاف والإنتاج بنحو 320 مليار دولار منذ العام الماضي، فإنها مسألة وقت قبل أن يتخطى الطلب حجم المعروض العالمي لترتفع الأسعار بحلول عام 2020.
- عندما ترتد الأسعار وتتعافى الأسواق في المستقبل القريب، سيكون هذا هو الموعد الملائم لضخ الخام من اكتشافات تكساس وألاسكا وغيرها.