ومع أن طيور الحجل في الغالب مستوطنة، إلا أن بعضها يهاجر في موسم الهجرة من مكان إلى آخر أو من دولة إلى أخرى، بحثا عن المناخ الدافئ، ويتعرض الحجل كغيره من الطيور لعمليات الصيد الجائر في مواطنه.
ويعيش الحجل غالبا على شكل أزواج ويكون أسراباً قبل موسم التكاثر وأثناء الموسم، وفي فصل الربيع آذار (مارس) ونيسان (أبريل) من كل عام، تضع الأنثى نحو 15 بيضة في عش هو عبارة عن حفرة في الأرض تحت الشجيرات والأعشاب أو بالقرب منها.
وللحجل منقار أحمر ورجلان باللون نفسه ويمكن تمييز الذكر عن الأنثى بخطوط سود تمتد على الرأس فوق العينين، ويكون الذكر أضخم من الأنثى، ويتميز بألوانه الزاهية.
ويستطيع هواة تربية الحجل تدجينه، باستخدام الأقفاص، أو الغرف المغلقة المفروشة بالرمل أو بنشارة الخشب، ومجهزة بمعالف ومناهل المياه، ويمكن تعويده منذ الأسابيع الأولى على الخروج إلى الحديقة والعودة إلى القنّ.
وعلف الحجل يتكوّن في الغالب من الحبوب والخضروات ومسحوق العظام والفيتامينات، وتتناسب الكميّة مع عمر الطائر، إذ تزداد الحاجة إلى العلف مع ازدياد عمره.
ويؤكد الصيادون وجود ثلاثة أنواع من الحجل الرومي، "على الأقل"، في إقليم كردستان العراق، لون أحدهم يميل إلى البياض وهو موجود أساسا في جبال منطقة سنجار، وثمة نوعان آخران تميل ألوانهما إلى الحمرة والسواد وهما موجودان في معظم جبال المنطقة.
إعداد طائر مقاتل..
يحرص هواة تربية الحجل الرومي سواء الذي يصطادونه أو الذي يقومون بتربيته منذ الصغر على تهيئة الذكور منها للقتال، ويكون ذلك بطرق ووفق أساليب خاصة، اذ يخضع الطائر للعزل لفترة تمتد لعدة أيام يوضع خلالها في قفص ويغطى بدثار لتوفير جو مظلم باستثناء بعض الضوء الذي يتم توجيهه إليه، ويؤكد الصيادون أن من شأن ذلك أن يجعل طائر الحجل شرسا إذا ما أطلق بعدها لقتال غيره من الطيور.
وكثيرا ما يخسر الصيادون وهواة تربية طائر الحجل مبالغ مالية كبيرة بسبب جولات الصراع التي يدخلونها بطيورهم، فقد يشرك أحدهم طائره الذي يفوق سعره الألفي دولار أميركي، قبل أن يبدأ جولة القتال، بحسب احد الصيادين، وبعد أن يهزمه طائر منافس يفقد الطائر الثمين قيمته ويصبح بلا قيمة، ما يدفع صاحبه في أحيان كثيرة إلى نحره وتركه في ساحة الصراع.
وبالمقابل يمكن لهاوي تربية الحجل أو صياده أن يكسب مبالغ كبيرة اذا ما تمكن من إعداد طائر شرس لمنازعة أقرانه من خلال بيعه، ومن الممكن أن يصل سعر الطائر الذي لم يكلف صاحبه خمسة دولارات، إلى بضعة آلاف بعدما يكون قد أعده بشكل جيد حتى تحول إلى طائر مشهور بشراسته في الصراع.
الحجل الطائر القومي لدى الأكراد
يرجع تاريخ تقليد اختيار الشعوب أحد طيورها ليكون الطائر الوطني للبلاد إلى أكثر من مائتي سنة، وكانت الولايات المتحدة هي أول دولة اختارت طائراً وطنياً لها، وتحرص الدول على أن تختار رموزها الوطنية ومنها الطائر الوطني بمشاركة جمهور المواطنين وربما تعرض الأمر على ما يشبه الاستفتاء.
وفي سنة 1960 اقترح ممثلو الدول المشاركة في الدورة الثانية عشر للمؤتمر الدولي لحماية الطيور على كل دولة في العالم اختيار طائر وطني لها وحددت حتى الآن أكثر من 40 دولة طيورها الوطنية.
فاختار الأردنيون العصفور الوردي السينائي طائرا وطنيا، واختير طائر "التوكورورو" ويعرف بصعوبة اصطياده طائرا وطنيا في كوبا واختارت الولايات المتحدة الأميركية الباز الأبيض الرأس طائرا وطنيا لها وفي اليابان اختير طائر الغرنوق كرمز للدولة.