شهد سعر صرف الدولار الأمريكي خلال يومي الخميس و الجمعة اتجاهاً صاعداً قوياً و هذا اليوم أيضاً افتتحت التداولات بإيجابية لصالح الدولار الأمريكي قبل أن يعود للانخفاض قليلاً. الاتجاه الصاعد الذي اتخذه الدولار الأمريكي كان تأثيره واضحاً على العديد من الأصول في العالم منها مؤشرات الأسهم و كذلك مؤشرات السلع، حيث اجتاحت موجة من القلق الأسواق المالية مما سبب موجة من جني الأرباح اتجهت نحو شراء الدولار الأمريكي في ظل إشارات التحسّن و التعافي الاقتصادي التي يظهرها الاقتصاد.
لكن في المقابل، كان تأثّر المعادن الثمينة محدوداً، فبالرغم من الانخفاض الذي شهده كل من الذهب و الفضة خلال تداولات الأربعاء و الخميس و الجمعة، إلا أن كل منهما استطاع إنهاء تداولات الأسبوع الماضي على ارتفاع. أغلق سعر الذهب تداولات الأسبوع الماضي عند مستوى 1356.80 دولار للأونصة مرتفعاً على قياس تداولات الأسبوع بالرغم من انخفاض السعر بمقدار 0.495 خلال يوم الجمعة. كذلك الفضة، فقد استطاع سعر أونصة الفضة أن ينهي تداولات الأسبوع الماضي على ارتفاع عند مستوى 29.91 دولار بالرغم من أن السعر انخفض يوم الجمعة بمقدار 0.99% في جلسة نيويورك.
تجدر الإشارة إلى أن الانخفاض الأكبر الذي حصل خلال تداولات يوم الجمعة تركّز في فترة ما بعد إغلاق بورصة لندن، حيث أنهى الذهب تداولات لندن مرتفعاً عند مستوى 1364.00 دولار للأونصة مقارنة في سعر الافتتاح عند مستوى 1359.00 دولار للأونصة و هذا في السعر المثبّت.
هذا اليوم، بدأنا نرى اتجاهاً صاعداً للمعادن الثمينة مرّة أخرى، فيتداول كل من سعر الذهب و الفضة على ارتفاع هذا اليوم. في هذه اللحظات و في تمام الساعة 02:28 صباحاً بتوقيت نيويورك، يتداول سعر الذهب اليوم عند مستوى 1358.80 دولار بارتفاع مقداره 0.15%، و يتداول سعر الفضة أيضاً على ارتفاع حول مستويات 29.97 دولار للأونصة مكتسباً حوالي 0.20%.
لو نظرنا إلى البلاتين، فسوف نجد أنه أكثر من تأثر في ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي خلال الأسبوع الماضي، فقد انخفض خلال تداولات يوم الجمعة بمقدار 1.42% و أغلق عند مستوى 1801.00 دولار فيما هذا اليوم عاد و اكتسب 1.05% ليعوّض معظم الخسائر التي تكبدها خلال جلسة الجمعة.
بشكل عام، نرى بأن تأثر المعادن الثمينة كان محدوداً جداً في ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي، و ما زالت التداولات تميل للإيجابية للأسبوع الرابع على التوالي للفضة و للأسبوع الثالث على التوالي بالنسبة للذهب. فطلبات الملاذ الآمن، و كذلك المضاربة التي حصلت بعد انخفاض السعر في الفترة الماضية كلها تحافظ على الإيجابية في تداولات المعادن الثمينة بشكل عام حتى مع الارتفاع في سعر صرف الدولار الأمريكي.
في العادة، عندما ينخفض سعر النفط نرى المعادن الثمينة تتداول بسلبية، و فعلاً شهدنا الانخفاض في كل من سعر الذهب و الفضة و كذلك انضم البلاتين إليهما، لكن انخفاض سعر برميل النفط كان كبيراً و حاداً جداً و لو تم مقارنته في انخفاض أسواق المعادن الثمينة، سوف نرى بأن الانخفاض في سعر النفط كان أكبر بشكل واضح و لذلك قد يكون الانخفاض في أسعار المعادن الثمينة لم يكن مرتبطاً تماماً في انخفاض سعر برميل النفط.
بالرغم من كل الضغوط السلبية التي تتعرض لها أسواق المعادن الثمينة، إلا أننا نرى الأسعار تتداول بإيجابية بشكل عام هذا اليوم و نرى كذلك بأن الارتفاع الذي حصل اليوم في أسواق الأسهم الآسيوية جلب معه بعض القوى الشرائية المضاربية لأسواق المعادن الثمينة. لا يجب أن ننسى أيضاً طلبات الملاذ الآمن التي تستمر مع استمرار حالة القلق من وضع الاقتصاد المصري و تأثيره على الاقتصاديات المجاورة، حتى مع تنحّي الرئيس مبارك. نستطيع أن نرى أيضاً بأن وضع الاقتصاد الياباني المهتز سبب مزيداً من الطلب على المعادن الثمينة هذا اليوم بعد أن أظهرت البيانات انكماش أكبر من المتوقع في الاقتصاد الياباني.