بقى أنظار المستثمرين اليوم على البيانات الاقتصادية التي ستصدر من القارة الأوروبية، و التي تُعد بيانات هامة تؤثر بشكل واضح على اتجاه الأسواق و على الشعور العام للمستثمرين الذي شهد حالة من الإحباط عُقب إعلان رئيس الوزراء اليوناني أنه سيقيم استفتاء شعبي الذي أثار الشكوك حول مستقبل القارة الأوروبية، و من جهة أخرى سيبقى تركيز المستثمرين الأكبر على قرار الفائدة الأمريكي و المؤتمر الصحفي لرئيس البنك المركزي.
يكون تركيز المستثمرين اليوم على البيانات الهامة جداً التي ستصدر عن اقتصاد منطقة اليورو و عن الاقتصاد الألماني الذي يُعد الأكبر في القارة، على الرغم من أن البيانات الاقتصادية لم تحتل حصة كبيرة من تركيز المستثمرين في الآونة الأخيرة إلا أنها ستكون محور حديث المستثمرين في القارة الأوروبية إلى جانب أي تعليقات أو قرارات قد تُتخذ من قبل القادة الأوروبيين.
تبقى الأسواق محاطة بسحابة عدم اليقين التي عمت الأسواق عُقب تصريح رئيس الوزراء اليوناني بإقامته استفتاء شعبي حول حصول اليونان على حزمة المساعدات الجديدة التي تم تفصيلها في اجتماع القادة الأوروبيين الأسبوع الماضي برفعها إلى 130 مليار يورو و خفض قيمة السندات اليونانية 50% لتخفيف العبء على الدولة، إلا أن التصريح اليوناني أول أمس قد أثار المخاوف من أن تذهب جهود القادة كافة سدىً، و التي أشار رئيس منطقة اليورو أن اليونان ستعلن الإفلاس إذا جاءت نتيجة الاستفتاء بالرفض.
من جهة أخرى، يأمل المستثمرين بصدور قراءات جيدة و مشجعة للبيانات الاقتصادية التي نحن على موعد معها اليوم، فسيصدر عن اقتصاد منطقة اليورو القراءة النهائية لمؤشر مدراء المشتريات لقطاع الصناعة و الذي قد يبقى في حالة الانكماش عند 47.3 إذا ما استمرت الظروف الاقتصادية في المنطقة في التدهور، و يصاحبه مؤشر مدراء المشتريات الصناعي في ألمانيا، الذي من المتوقع أن يبقى في حالة الانكماش أيضاً عند 48.9 في ظل نفس الظروف.
و من ألمانيا أيضاً، ستصدر القراءة المعدلة موسمياً لمعدل البطالة الذي قد يبقى ثابتاً عند 6.9%، و لكن قد يُظهر مؤشر التغير في البطالة ارتفاع عدد العاطلين عن العمل، حيث قد تُظهر قراءة المؤشر 10 ألف وظيفة خلال شهر تشرين الأول مقابل 26 ألف وظيفة خلال الشهر السابق.
يُعد الاقتصاد الألماني اقتصاد هام جداً نظراً لكونه أكبر اقتصاد في القارة الأوروبية كاملةً، و أنه يؤثر على مسيرة نمو القارة بكاملها أو على مستوى النمو في منطقة اليورو، كما أن أي تباطؤ في الاقتصاد الألماني سيؤثر بشكل واضح على باقي اقتصاديات المنطقة، و خاصة في الفترة الحالية التي لا تحتاج فيها المنطقة أي بيانات سيئة لتزيد من حالة الخوف المتواجدة في الأسواق حول مستقبل القارة الأوروبية.
في سياق منفصل سوف تترقب الأسواق الأوروبية قرار الفائدة الأمريكي الذي سيتم الإفصاح عنه اليوم و الذي من المتوقع أن يقوم البنك الفيدرالي الأمريكي بإبقائه ثابتاً بين 0.0%-0.25% في سبيل دعم وتيرة النمو و تكثيف الأنشطة الاقتصادية في الاقتصاد، و سيترقب المستثمرين بشغف المؤتمر الصحفي الذي سيعقده رئيس البنك الفيدرالي الأمريكي بين بيرنانكي و الذي من المتوقع أن يُشير فيه إلى قطاع العمالة المتباطئ و الذي يشهد ضعف شديد إلى جانب قطاع الإسكان الذي بقي في وضع سيئ منذ الأزمة الاقتصادية العالمية السابقة، كما سيصدر اليوم قراءة المؤشر الذي يُشير إلى عدد الوظائف المضافة للقطاع الخاص و التي تصل إلى 100 ألف وظيفة.
عدا عن ذلك، تبقى الأنظار مسلطة على أية تعليقات أو تلميحات تصدر عن القارة الأوروبية يكون فيها نوع من التشجيع أو التحفيز للمستثمرين، رداً على تصريح رئيس الوزراء اليوناني الذي أطاح بتفاؤل و ثقة المستثمرين بالخطة إلى لحضيض، حيث انعكس هذا الإحباط على اليورو الذي سقط بشكل حاد يوم أمس مكملاً من مسيرته الهابطة التي استهلها في بداية الأسبوع ليصل إلى مستويات قريبة من 1.3655.