التقيا بعد الفراق صدفة
فحدثها عن النسيان
وحدثته عن الحنين
فضحك..وبكت
وأكمل كلاهما طريقة وبقي النسيان خلفهما في صراع مرير مع الحنين
وفي صباح اليوم التالي وجد أحد المارة الحنين فوق قارعة الطريق
غارقاً في دمائه ..وقيدت ضد مجهول
قالت له : سأنتظرك العمر كله..فرحل مطمئناً
بعد سنوات عاد ..وقف أمامها متأملاً
لم تكن هي هي..فقد عبثت يد الأيام بوجهها
وغزا الثلج الأبيض ضفائرها
وطفلها يمسك بطرف ثوبها
فصمت وصمتت وتحدث الواقع بصوت مرتفع
ترى..من منهما نسي في غمرة الحب والوعد
أن العمر لا ينتظر أحداً؟؟
لقيت مصرعها إثر حادث إليم
فلم يبق الحادث من ملامح وجهها شيئاً
فضاعت هويتها لدى رجال المرور
ولم يكن في حقيبة يدها سوى بعض النقود وصورة صغيرة لرجلٍ ما
لمح أحد المارة الصورة فصرخ بأعلى صوته: عرفتها ..عرفتها
إن هذا الرجل لم تعشقه على الأرض سوى إمرأة واحدة تدعى (...) عفواً
إنها إمرأة عاشت وماتت به
منذ سنوات طويلة سمعتها تبكي بحرقة..وتردد:اللهم ضيّع بصره كما ضيعني
وفهمت منها أنها كانت على علاقة حب بشخص سلبها كل ما تملك ثم تنكر لها
ومضت به وبها الحياة..وتزوج هو بأخرى وأنجب منها ما أنجب
ومنذ أيام انقلبت به السيارة وهو في الطريق إلى عمله
فلم يكسر له عظم..ولم يجرح له جلد..ولم ينزف له دم
ولكنه...فقد بصره
إنها دعوة المظلوم..ليس بينها وبين الله حجاب
فتحت عينيها بعد إجرائها لعملية جراحية
توقعت أن تراه بجانبها ..يمسح رأسها..يقبل جبينها
لكنها وجدت كل الأشياء حولها إلا هو
ولمحت ظهره من بعيد وهو يفر هارباً وتلحق به وعوده الكاذبة
منتهى الإنسانية ...والرجولة
فحدثها عن النسيان
وحدثته عن الحنين
فضحك..وبكت
وأكمل كلاهما طريقة وبقي النسيان خلفهما في صراع مرير مع الحنين
وفي صباح اليوم التالي وجد أحد المارة الحنين فوق قارعة الطريق
غارقاً في دمائه ..وقيدت ضد مجهول
قالت له : سأنتظرك العمر كله..فرحل مطمئناً
بعد سنوات عاد ..وقف أمامها متأملاً
لم تكن هي هي..فقد عبثت يد الأيام بوجهها
وغزا الثلج الأبيض ضفائرها
وطفلها يمسك بطرف ثوبها
فصمت وصمتت وتحدث الواقع بصوت مرتفع
ترى..من منهما نسي في غمرة الحب والوعد
أن العمر لا ينتظر أحداً؟؟
لقيت مصرعها إثر حادث إليم
فلم يبق الحادث من ملامح وجهها شيئاً
فضاعت هويتها لدى رجال المرور
ولم يكن في حقيبة يدها سوى بعض النقود وصورة صغيرة لرجلٍ ما
لمح أحد المارة الصورة فصرخ بأعلى صوته: عرفتها ..عرفتها
إن هذا الرجل لم تعشقه على الأرض سوى إمرأة واحدة تدعى (...) عفواً
إنها إمرأة عاشت وماتت به
منذ سنوات طويلة سمعتها تبكي بحرقة..وتردد:اللهم ضيّع بصره كما ضيعني
وفهمت منها أنها كانت على علاقة حب بشخص سلبها كل ما تملك ثم تنكر لها
ومضت به وبها الحياة..وتزوج هو بأخرى وأنجب منها ما أنجب
ومنذ أيام انقلبت به السيارة وهو في الطريق إلى عمله
فلم يكسر له عظم..ولم يجرح له جلد..ولم ينزف له دم
ولكنه...فقد بصره
إنها دعوة المظلوم..ليس بينها وبين الله حجاب
فتحت عينيها بعد إجرائها لعملية جراحية
توقعت أن تراه بجانبها ..يمسح رأسها..يقبل جبينها
لكنها وجدت كل الأشياء حولها إلا هو
ولمحت ظهره من بعيد وهو يفر هارباً وتلحق به وعوده الكاذبة
منتهى الإنسانية ...والرجولة