في الوقت الذي يعتمد فيه أغلب التجار فيسوق الفوركس على التحليل الفني, تُقدّر نسبة التجار الذين يعتمدون علىالتحليل الفني 25% من إجمالي التجار, بالمقارنة مع 30% يعتمدون على التحليلالفني. وبين التجار الذين يعتمدون على التداول اليومي, تزيد نسبة المستخدمينللتحليل الفني بأكثر من ذلك. وعلى أي حال, فقد تعلمنا درسًا هامًا خلال العامالماضي ألا وهو ازدياد أهمية التحليل الأساسي كمحرك أساسي من محركات السوق. واعتمادًا على ما لاحظناه, تحدث أهم الحركات للدولار الأمريكي غالبًا (أماماليورو) خلال العشرين دقيقة الأولى بعد نشر التقرير.
تغير الأهمية النسبية للبيانات مع مرورالوقت:
تطور الأهمية النسبية للبيانات والتقارير الاقتصادية معمرور الوقت. ففي عام 1992, كانت قراءة الميزان التجاري تحتل الأهمية الأولىبين البيانات الاقتصادية الأمريكية المحركة للسوق, بينما كان تقرير التوظيفالأمريكي (وبيانات البطالة) يحتل المركز الثالث من الأهمية. وفي عام 2004, احتل تقرير التوظيف مع بيانات البطالة المركز الأول من الأهمية ليكونا بذلكمن أكبر محركات الدولار في السوق, وأصبح الميزان التجاري يحتل المركز الثالث. ومن البديهي أن يكون لذلك التغير دلالة على تغير انتباه السوق إلى بياناتوقطاعات اقتصادية مختلفة من حين لآخر, فعلى سبيل المثال, من الممكن أن تحظىبيانات الموازين التجارية على الأولوية عندما تكون هناك توقعات بخوض البلادفي عجوزات قابلة للاستمرارية. وعلى نحو مشابه, تكون بيانات البطالة أكثرأهمية في حالة مواجهة الاقتصاد صعوبة في إيجاد الوظائف للشعب.
وفقًا للبحث الذي أجراه المكتب القومي للبحوثالاقتصادية (NBER) في عام 1999, يمكن ترتيب أهمية البيانات الاقتصادية كمايلي:
تصنيف تجار الفوركسلأهمية البيانات الاقتصادية, وتغيرها مع الوقت:
خلال عام 1997:
1- البطالة.
2- أسعارالفائدة.
3- التضخم.
4- الميزان التجاري.
5- المنتج المحليالإجمالي.
خلال عام 1992:
1- الميزان التجاري.
2- أسعار الفائدة.
3- البطالة.
4- التضخم.
5- المنتج المحلي الإجمالي.
الأمر الآخر الذي لابد أن نأخذه في عينالاعتبار أن الأسعار تعود إلى مسارها الطبيعي خلال اليوم, ولذلك فإن أكبرمحرك للدولار الأمريكي خلال عشرين دقيقة ليس بالضرورة أن يكون هو أكبر محركللسوق خلال جلسة التداول اليومية. ووفقًا لتحليلاتنا لمع\لات التداول خلالاليوم الواحد وخلال العشرين دقيقة, وجدنا أنه من الممكن تصنيف البياناتالاقتصادية حسب أهميتها كالآتي:
خلالعام 2004 (فترة العشرين دقيقة):
1- البطالة (تقرير التوظيف بغيرالقطاع الزراعي).
2- أسعار الفائدة (قرارات اللجنة الفيدرالية للسوقالمفتوحة بشأن الفائدة).
3- الميزان التجاري.
4- التضخم (مؤشر أسعارالمستهلك).
5- مبيعات التجزئة.
6- المنتج المحلي الإجمالي.
7- الحساب الجاري.
8- السلع المعمرة.
9- المشتريات الأجنبية للسنداتالأمريكية (بيانات TIC).
عام 2004 (خلالالتداول اليومي):
1- البطالة (تقرير التوظيف بغير القطاع الزراعي).
2- أسعار الفائدة (قرارات اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة بشأنالفائدة).
3- المشتريات الأجنبية للسندات الأمريكية (بيانات TIC).
4- الميزان التجاري.
5- الحساب الجاري.
6- السلع المعمرة.
7- مبيعاتالتجزئة.
8- التضخم (مؤشر أسعار المستهلك.
9- المنتج المحليالإجمالي.
وكما أشرنا في هذا الجدول, يعتبر تقرير التوظيف الأمريكيأكبر محرك للسوق, حيث يتسبب في حركة معدلها 124 نقطة خلال العشرين دقيقةالأولى, وبمعدل 192 نقطة خلال مجال التداول اليومي. وتحتل أسعار الفائدةالمركز الثاني من تلك القائمة سواء خلال العشرين دقيقة أو خلال اليوم بشكلعام, ولكن يبدأ التصنيف بعد ذلك في التغير بشكل مثير بالنسبة للمؤشراتالأخرى. ويصل معدل الحركة بعد الإعلان عن قيمة التغير في المشتريات الأجنبيةللسندات الأمريكية إلى 33 نقطة خلال عشرين دقيقة, و يصل معدل إجمالي الحركةخلال اليوم بعد الإعلان عنه إلى 132 نقطة.
فيما يلي معدلات الحركة لليورو/ دولار خلال عام 2004:
معدل الحركة خلال 20دقيقة:
تقرير التوظيف الأمريكي: 124 نقطة.
قرار اللجنةالفيدرالية للسوق المفتوحة: 74 نقطة.
الميزان التجاري: 64 نقطة.
التضخم (مؤشر أسعار المستهلك): 44 نقطة.
مبيعات التجزئة: 43 نقطة.
المنتج المحلي الإجمالي: 43 نقطة.
الحساب الجاري: 43 نقطة.
السلعالمعمرة: 39 نقطة.
المشتريات الأجنبية للسندات الأمريكية: 33 نقطة.
معدل الحركة اليومي خلال عام 2004:
تقرير التوظيف الأمريكي: 193 نقطة.
قرار اللجنةالفيدرالية للسوق المفتوحة: 140 نقطة.
المشتريات الأجنبية للسنداتالأمريكية: 132 نقطة.
الميزان التجاري: 129 نقطة.
الحساب الجاري: 127نقطة.
السلع المعمرة: 126 نقطة.
مبيعات التجزئة: 125 نقطة.
التضخم (مؤشر أسعار المستهلك): 123 نقطة.
المنتج المحلي الإجمالي: 110نقطة.
• يصل معدل التداول اليومي لليورو/ دولار 111 نقطة وذلك خلال عام 2004.
وكما ترى عزيزي القارئ, فإن الأهم التغيرات خلال السنوات القليلة الماضية هي الأهمية المتغيرةللميزان التجاري. وبالإضافة إلى ذلك, أصبح المنتج المحلي الإجمالي من أقلالمؤشرات الاقتصادية أهمية خلال نفس الفترة, وذلك على عكس الاعتقاد الشائع, حيث تسبب هذا المؤشر في حركة بسيطة نسبيًا لليورو/ دولار. ويوجد تفسير آخرلهذه النقطة, وهي أن المنتج المحلي الإجمالي لا يصدر بنفس عدد صدور البياناتالأخرى التي تناولتها الدراسة (هذا التقرير ربع سنوي, والتقارير الأخرى هيتقارير شهرية). وبالإضافة إلى ذلك, تميل بيانات المنتج المحلي الإجمالي إلىالغموض أكثر.فعلى سبيل المثال, سيكون ارتفاع المنتج المحلي الإجمالي بسببارتفاع الصادرات شيئًا إيجابي لعملة البلاد, أما إذا كان ارتفاع هذا المنتجنتيجة لارتفاع الدخل, سيكون تأثير ذلك على العملة تأثير سلبي.
منالهام جدًا أن يضع تجار العملة مثل هذه العوامل في اعتبارهم بغض النظر عناستراتيجيات التداول التي تعتمد على التحليل الفني أو التحليلات الأساسية. وبالنسبة لطبقة التجار الذي يعتمدون على التحليل الفني, فإنهم يعلمون جيدًاأنه يتعين عليهم البقاء بعيدًا عن التداول قبل تقارير التوظيف الأمريكية بغيرالقطاع الزراعي لفترة معينة, بينما يجد التجار الذين يعتمدون على التحليلالأساسي أن تقرير التوظيف هو فرصة رائعة للتداول. أما بالنسبة للتجار الذينيعتمدون على التحليل الأساسي, تحمل هذه النتائج أهمية كبيرة لأن حركة التغيرفي سعر الصرف وفقًا للأخبار الاقتصادية تبدو سريعة جدًا, لأنه ربما يكون ردالفعل الناتج بعد نشر أي تقرير اقتصادي بحوالي 15- 30 دقيقة ما هو إلا نتيجةرد فعل المستثمر تجاه التقرير, أو يكون ناتج عن تدفقات أموال المستهلكين أكثرمن كونه نتيجة لما حملته تلك التقارير والاخبار الاقتصادية وحدها. ويعتبرالمنتج المحلي الإجمالي مثال رائع على ذلك, حيث يكون رد الفعل الناتج عن ذلكالتقرير خلال العشرين دقيقة التالية بعد الإعلان عنه أكبر من رد الفعل لهخلال اليوم. ومن الخطير أيضًا البقاء بالقرب من تلك البيانات التي يعتبرهاالسوق هامة في أي وقت, وذلك لأن تركيز السوق يتغير من وقت إلى وقت آخر.