أبسط مثال لشرح آلية عمل عملة البتكوين
إليكم أبسط مثال لشرح آلية عمل عملة "البيتكوين" الإلكترونية. و يفسر لنا هذا المثال التعاملات التي تتم بهذه العملة، و السرية التي يجري بها التعامل، و كيف يتم إنتاجها أو "سكها":
لنتخيل أن هناك غرفة يمكن لأي شخص الدخول إليها. لهذه الغرفة كاميرات مراقبة يمكن لأي شخص أن يرى ما تعرضه، و تسجل هذه الكاميرات كل ما يحدث و تبثه عبر شبكة الإنترنت بشكل دائم.
تملئ الغرفة حصالات نقدية شفافة (لنتمكن من رؤية كميات النقود و تواجدها بكل حصالة)، و لا يمكن تدمير هذه الحصالات و لا نقلها خارج الغرفة. و هي مزودة بفتحات تقبل عملة واحدة. كل من يمتلك حصالة بداخل الغرفة لديه مفتاح لها.
لنفترض أنني أرغب بشراء غرض ما منك، تقوم أولاً بإخباري أي من الحصالات التي في الغرفة تمتلك، و من ثم أدخل إلى الغرفة و وجهي مغطى بقناع، و بالتالي يمكن لأي شخص في العالم رؤيتي عبر كاميرات المراقبة الموجودة بالغرفة، و لكنه لا يستطيع معرفة هويتي (لأن وجهي مغطى).
الخطوة الثانية هي أن أقوم بفتح حصالتي و إخراج النقود التي أحتاجها، و من ثم أضع هذه النقود في حصالتك و أخرج من الغرفة.
أصبح الآن كل شخص في العالم يعرف بأن حصالتك تحتوي على نقود (تلك التي كانت موجودة بحصالتي). وهذا ينطبق على كل حالة تعامل تجري، حيث يستطيع كل شخص معرفة تاريخ كل عملة.
"و لكن من أين أتت النقود إلى الحصالات في بادئ الأمر!؟ و من هو أول من حصل عليها؟"
هناك رجل آلي في الغرفة يقوم بإجراء قرعة فيختار الحصالات بشكل عشوائي، و يضع في الحصالة الفائزة 50 قطعة نقدية. في البداية لم يكن هناك الكثير من الحصالات النقدية في الغرفة لأنه لم يكن هناك الكثيرون الذين يعلمون بالأمر، فكان من السهل الفوز بالقرعة. و اليوم هناك الملايين من الحصالات في الغرفة فلذلك لن يحالفك الحظ كثيراً.
"حسناً، ألا يستطيع أحد ما أن يصنع عملة مزورة ؟"
الجواب هو لا، لأن كل شخص لديه مقاطع فيديو مسجلة لكل قطعة نقدية في الغرفة، و يعلم الجميع متى يقوم الرجل الآلي بطباعة نقود جديدة، فإذا قام أحد المحتالين بوضع نقود مزورة في حصالته، سيعرف الجميع بأن هذه النقود المزورة لم يتم صنعها من قبل الرجل الآلي و بالتالي هم لن يقبلوا بها.
"من صنع هذا الرجل الآلي؟"
إنه في غالب الظن رجل عبقري ياباني سمّى نفسه ساتوشي ناكاموتو. و لقطات الكاميرات الأمنية المتوفرة منذ عام 2009 ترينا كيف قام الرجل الآلي بوضع النقود في الحصالات منذ البداية، و نحن نفترض بأنه ساتوشي، و لكن هذا كل ما نعرفه عن الموضوع.