ساعات تفصل أثينا عن العجز عن سداد ديونها وبروكسل تدعو للتفاوض
في الوقت الذي تقترب فيه اليونان من إعلان العجز عن سداد ديونها واحتمال الخروج من منطقة اليورو، أعلنت بروكسل عن نيتها تقديم "اقتراحات" جديدة لأثينا عند ظهر الاثنين 29 يونيو/حزيران.
وقال المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية بيار موسكوفيسي: "ما زال يوجد هامش للتفاوض" بين اليونان ومقرضيها، معلنا في حديث إذاعي عن أن رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر "سيقدم اقتراحات عند الظهر"، مضيفا أن الجميع يريد أن تبقى اليونان في منطقة اليورو.
وينتهي برنامج إقراض اليونان غدا الثلاثاء الـ30 من يونيو/حزيران، ولن يكون في مقدورها الحصول على 7.2 مليارات دولار وهي ما تبقى من برنامج المساعدات المالية الثاني إلا في حال تمكنت من الاتفاق مع المقرضين الدوليين على برنامج إصلاحات اقتصادية وتقشف مالي.
وهذه الأموال ضرورية لليونان من أجل سداد ديونها إذ يجب عليها سداد مبلغ 1.6 مليار يورو، ما يعادل 1.79 مليار دولار لصندوق النقد الدولي بعد أقل من 48 ساعة، وبعد هذا الوقت فإن اليونان مهددة بأن تكون أول دولة في منطقة اليورو تعلن عن العجز عن السداد، وتواجه بذلك احتمال خروجها من منطقة اليورو.
وكانت المفاوضات قد توقفت بين أثينا ومقرضيها السبت الماضي إثر إعلان رئيس الحكومة اليوناني الكسيس تسيبراس عن استفتاء في بلاده بشأن مطالب الجهات الدائنة، إلا أن المسؤولين الأوروبيين أعربوا عن معارضتهم الشديدة للاستفتاء، ورفضوا طلب وزير المالية اليوناني يانيس فاروفاكيس بتمديد فترة مساعدات الإنقاذ حتى يتم عقد الاستفتاء.
وأعلن البنك المركزي الأوروبي عن إيقاف التمويلات الطارئة التي يقدمها للمصارف اليونانية، وأغلقت أثينا بنوكها وفرضت قيودا على حركة رؤوس الأموال لحماية البنوك من الانهيار، ومنعت سحب مبالغ كبيرة من النظام المصرفي اليوناني.
واصطف العشرات من أصحاب المعاشات خارج مكتبين على الأقل من مكاتب بنك اليونان الوطني الاثنين بعد انتشار شائعة أن بإمكانهم سحب المعاشات من بعض الفروع، إلا أن تلك الفروع أغلقت أبوابها في وجوههم.
ومن المقرر إغلاق البنوك اليونانية وبورصة أثينا على مدار الأسبوع بأكمله، حتى السادس من يوليو/تموز مع وضع حد أقصى لحجم السحب من ماكينات الصرف الآلي.
وقال مسؤول يوناني بعد اجتماع لمجلس الوزراء أقر فيه هذه التدابير: "إن ماكينات الصرف الآلي ستغلق مع بداية يوم الاثنين وستستأنف نشاطها بعد الظهر، و إن الحد الأقصى للسحب اليومي سيكون 60 يورو".
وصرح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بأنه يعتقد أن اليونان من الصعب عليها أن تبقى ضمن منطقة اليورو إذا ما صوت اليونانيون برفض الاتفاق مع المقرضين الدوليين في الاستفتاء المقبل.
وقال كاميرون في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية: "إذا صوتوا بـ "لا" أجد أنه من الصعب أن نرى كيف يكون هذا منسجما مع البقاء في منطقة اليورو لأني أعتقد أنه ستكون هناك مشكلة كبيرة جدا، لكن القرار متروك لليونانيين".