لماذا لم يتأثر حجم الإنتاج الأمريكي رغم إفلاس عدد من شركات النفط؟
2016-11-07
أسهم تحطم أسعار النفط في موجة كبيرة من الإفلاسات في قطاع الطاقة بالولايات المتحدة على مدار العامين الماضيين، وهو ما دفع مؤخراً بالعديد من شركات النفط الأمريكية نحو البحث عن طرق لإعادة هيكلة الديون وأعمالها التجارية.
وعلى عكس التوقعات الأولية بخروج عدد كبير من الشركات العاملة في قطاع النفط إلى خارج أسواق الطاقة في ظل المستويات القياسية المنخفضة لأسعار السلع الأساسية، تمكنت العديد من الشركات من النجاة لتستمر حتى الآن في السوق الأمريكي باستخدام حماية الفصل الحادي عشر في القانون الأمريكي والذي يسمح للشركات بإعادة تنظيم نفسها في إطار قوانين الإفلاس، ليحمي الشركات من أي دعاوى قضائية ضدها عن طريق فرض ما يسمى بوقف التنفيذ بصورة آلية.
بالإضافة لذلك تقوم العديد من الشركات بإجراء مزيد من خفض التكاليف، ولكن مع الحفاظ على مستويات الإنتاج دون تغيير تقريباً، وهو ما يسهم في تفاقم أزمة المعروض العالمي، ويؤدي بطبيعة الحال إلى انخفاض أسعار الخام.
من جهة أخرى، أسهم ارتفاع سعر الخام الأمريكي في وقت من الأوقات إلى مستوى فوق الـ100 دولار، في تغاضي الكثير من شركات النفط عن البحث عن الأساليب الأكثر فاعلية للإنتاج من حيث التكلفة، لتضطر الآن إلى التكيف مع مستويات الأسعار التي لا يرجح بأن تشهد أي طفرة كبيرة على الأقل في المدى القصير والمتوسط، من خلال فرض مزيد من القيود على النفقات والتكاليف، والتي ساعدت في أن تبقى أنشطة الحفر والتنقيب لديها مربحة أو تغطي على الأقل تكاليفها.
ووفقاً لبيانات مكتب الاستشارات القانونية "هاينز آند بون"، تقدمت ما يقرب من 105 من شركات النفط والغاز في أمريكا الشمالية بطلبات إلى المحاكم المختصة من أجل إشهار إفلاسها وحمايتها من الدائنين في الفترة ما بين يناير/كانون الثاني عام 2015 و19 أكتوبر/ تشرين الأول العام الحالى
ومع ذلك، أشارت شركة الاستشارات "وود ماكينزي" في تقرير لها صدر في مايو/آيار، إلى أنه على الرغم من توقعها بتقدم المزيد من شركات الخدمات النفطية إلى محاكم الإفلاس لتمكينها من إعادة الهيكلة والحصول على تمويل وقروض بشروط ميسرة، فإن إنتاج الولايات المتحدة من النفط لن يتأثر بشكل كبير.
وعلى سبيل المثال، في صناعة الفحم، لم يتأثر حجم الإنتاج أو المخزون لدى الولايات المتحدة، حتى بعد تقدم 3 من بين 5 أكبر شركات الفحم الأمريكية ( "بيبودي إنيرجي" و"أرك كول" و"ألفا نتشورال") بطلبات لإشهار إفلاسها خلال السنة والنصف الماضية.
ووفقاً لبيانات جمعتها "وول ستريت جورنال" بلغت نسبة إنتاج الشركات الثلاث مجتمعة من إجمالي إمدادات الفحم في الولايات المتحدة نحو 33% خلال النصف الأول من العام، وذلك مقارنة مع 36% في 2015 و34% في 2014, لتعود مؤخراً شركتان إلى وضعهما الطبيعي قبل إشهار الإفلاس.