أسبوع أمريكي جديد يتخللّه تقرير الدخل وتوقعات بتحسن نمو الاقتصاد الأكبر في العالم إلى 1.7%
أسبوع جديد يهل على الاقتصاد الأكبر في العالم وبيانات جديدة ستطرح على الساحة الأمريكية والتي ستعكس النشاطات الاقتصادية في البلاد، تلك البيانات ستكون معظمها فيما يتعلق بآخر بيانات شهر تموز/ يوليو، حيث ستكون التقارير موزعة بين قطاع المنازل وتقرير الدخل الأمريكي بالإضافة إلى تقرير الناتج المحلي الإجمالي.
فقد أنهت الأسواق العالمية أسبوعها الماضي وسط أحداث عالمية متفاوتة، حيث اتسم المستثمرون بالتراقب والحذر في خضم موجة الاجتماعات التي جرت خلال الأسبوع في الساحة الأوروبية، هذا بالإضافة إلى تصاعد التكهنات أن الفدرالي الأمريكي سيتدخل دعماً للأسواق قريباً وذلك بعد صدور محضر اجتماع اللجنة الفدرالية المفتوحة وبروز بعض أعضاء اللجنة وخروجهم عن الصمت والخجل مشيرين بأن الاقتصاد الأمريكي قد يحتاج إلى تحفيز ما لم تظهر بوادر تعافي أكثر وضوحاً.
الثلاثاء - الثامن والعشرين من آب/ أغسطس 2012
سيصدر عن الاقتصاد أو بالتحديد عن قطاع المنازل الأمريكي تقرير ستاندرد أند بورز لأسعار المنازل والذي من المتوقع أن يشير إلى ارتفاع الأسعار ولكن بأدنى من الارتفاع السابق، واضعين بعين الاعتبار أن قطاع المنازل الأمريكي أظهر بأن القطاع مستمر في التعافي ولكن ضمن وتيرة تدريجية، مشيرين بأن الأسعار قد تنخفض على الصعيد السنوي بأفضل من الانخفاض السابق.
في حين سيصدر في ذلك اليوم تقرير ثقة المستهلكين عن شهر آب/ أغسطس والذي من المتوقع أن ينخفض إلى 65.0 مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 65.9، مشيرين بأن الأوضاع الاقتصادية العالمية لا تبشر بتقدم سريع أو تعافي كبير، حيث أن كبرى اقتصاديات العالم لا تزال تعاني من الضعف وتدني مستويات الثقة لديها، خاصة مع تفاقم أزمة المديونية الأوروبية.
الأربعاء - التاسع والعشرين من آب/ أغسطس 2012
سيكون يوم الأربعاء مسرحاً لبيان هام، وهو تقرير الناتج المحلي الإجمالي والذي سيصدر قبيل افتتاح الجلسة الأمريكية بقليل مغطياً القراءة الثانية وقبل النهائية عن الربع الثاني من العام الجاري، إذ من المتوقع أن يشهد الاقتصاد تحسناً في قراءة النمو مقارنة بما سجله في القراءة الأولى عند 1.5%، حيث من المحتمل أن ينمو الاقتصاد بنسبة 1.7%.
ومن ثم ستعود بنا البيانات إلى قطاع المنازل الأمريكي وبالتحديد تقرير مبيعات المنازل قيد الانتظار التي ستصدر عن شهر تموز/ يوليو، إذ من المتوقع أن ترتفع المبيعات بعد الانخفاض السابق، واضعين بعين الاعتبار أن قطاع المنازل بشكل خاص لا يزال تحت وطأة التحديات، سواءاً من ارتفاع قيم حبس الرهن العقاري أو معدلات النمو المتدنية أو حتى التأثرات الخارجية التي ساهمت في إضعاف مستويات الثقة في الولايات المتحدة الأمريكية التي انعكست بالسلب على قابلية المستثمرين على الإنفاق.
وأخيراً سيصدر يوم الأربعاء تقرير كتاب بيج عن الفدرالي الأمريكي والذي سيعطي نظرة شمولية للأوضاع الاقتصادية في اثنى عشر مقاطعة أمريكية، حيث من المؤكد أن يشير التقرير إلى أن الاقتصاد لا يزال ضعيفاً في ظل الأحداث الداخلية والخارجية، هذا مع العلم أن الفدرالي الأمريكي كان قد اشار بأن معدلات الفائدة ستبقى متدنية تاريخياً حتى أواخر العام 2014.
الخميس - الثلاثين من آب/ أغسطس 2012
سيصدر مع اقتراب نهاية الأسبوع تقرير الدخل الأمريكي الذي من المحتمل أن يظهر ارتفاعاً في مستويات الدخل والإنفاق الشخصي خلال شهر تموز/ يوليو بأدنى مما سجله الاقتصاد خلال الفترة الماضية، واضعين بعين الاعتبار أن ذلك يشير بأن الاقتصاد يواصل مسيرة تعافيه ولكن ضمن وتيرة تدريجية وبطيئة، هذا مع العلم أن إنفاق المستهلكين في الولايات المتحدة يشكّل ما نسبته 70% من النمو.
أما بالنسبة لمؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الجوهري والذي يعتبر المؤشر المفضل لدى الفدرالي الأمريكي لقياس التضخم، فمن المتوقع أن يرتفع بوتيرة ضئيلة بنسبة 0.1% مقارنة بالارتفاع السابق الذي بلغ 0.2% الأمر الذي يشير بأن مستويات التضخم ما زالت لا تشكل أية ضغوطات على الاقتصاد على المدى القريب على الأقل.
وهذا قد يعطي مساحة للفدرالي الأمريكي عزيزي القارئ للتحرك في الأسواق لدعم الأسواق والتركيز على النمو بدلاً من السيطرة على التضخم وسط تدني تلك المستويات، فالاقتصاد الأمريكي بات بحاجة إلى دعم وتحفيز، لضمان مسيرة الاقتصاد نحو التعافي والانتعاش.
الجمعة - الحادي والثلاثين من آب/ أغسطس 2012
سيصدر عن الاقتصاد تزامناً مع ختام تداولات الأسبوع مؤشر شيكاغو لمدراء المشتريات الذي من المتوقع أن يكون قد انخفض خلال آب/ أغسطس إلى 53.5 مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 53.7، واضعين بعين الاعتبار أن الأنشطة الصناعية شهدت انكماشاً في بعض المقاطعات الأمريكية خلال الشهرين الماضيين وذلك ما ظهر في مؤشر نيويورك وفيلادلفيا الصناعيين.
ستبقى العيون على البيانات الصادرة في الساحة الأمريكية ولكن سيكون التركيز موجّه أيضاً على أوروبا وتطورات الأوضاع الاقتصادية التي تعاني من ضعف في أنشطتها، مع العلم أن تقارير الناتج المحلي الإجمالي ستصدر عن بعض الاقتصاديات الأوروبية بالإضافة إلى انتظار المستثمرين عالمياً لنتائج الاجتماعات التي تخللت الأسبوع الماضي...