جميع العملات في العالم تخضع لجهاز خاص في الدولة يقوم بتحديد سعرها على حسب قيم ومعايير خاصة لكل دولة وفوق كل هذا يوجد البنك المركزي الذي يحدد قيمة العملة مقارنة مع الغطاء النقدي الذهبي الموجود لديه لكل عملة.
ولكن هناك عملات يتم تعويمها (مثل تعويم الجنيه في مصر 2016)، فماذا يحدث للعملة بعد التعويم؟ تخضع لقانون يُسمى قانون العرض والطلب، وهو قانون يقوم على أساس تقييم العملات على حسب كمية العرض والطلب عليها وبالتالي تحصل العملة على قيمتها الحقيقة.
عملة بيتكوين خاضعة أيضاً لقانون العرض والطلب مثل العملات الحقيقية المُعَومة فهي ليس لها أي بنك مركزي وليس لها دولة تحكمها ولا أي شيء مثل العملات الحقيقية هي حتى ليست موجودة فيزيائياً، لكن تُعامل معاملة العرض والطلب وهناك بعض المواقع والمؤسسات تقوم بحساب كمية العرض والطلب على العملة يومياً لقياس قيمتها لحظياً، فإذا دخلت على مواقع أسعار العملات الالكترونية ستجد أن السعر يتغير كل ثانية واحدة وهذا راجع لتغير كمية العرض والطلب على العملة كل ثانية.
يعني أن عملة بيتكوين إذا زاد الطلب عليها زادت قيمتها وإذا قّل الطلب عليها قّلّت قيمتها.
نعم بالتأكيد مثلها مثل باقي العملات، ترتفع وتهبط لحظياً، فهي تهبط وتعاود الارتفاع كل ثانية.
اما إذا كنت تقصد أن العملة تمر بأزمة مشابهة مرة أخرى فلا اظن ذلك فإن العملة لديها أسباب لعدم مرورها بتلك الأزمة مرة أخرى
التغيرات السياسية الحالية.
التغيرات السياسية الحالية كما تكون سبباً في ارتفاع وهبوط عملات حقيقي فإنها تكون ايضاً السبب للتحكم في سعر البيتكوين
التغيرات السياسية قد تتسبب بمشاكل للإقتصاد لاسيما ما حدث في الولايات المتحدة الامريكية من فوز دونالد ترامب وانتشار فكره، ذاك الذي لا يُمت لأي سلام بصلة وقد يتسبب في مشاكل كبيرة.
لذلك ومع تخوفات بعض الناس من حدوث مشاكل قد تعصف بالدولار الأمريكي فغنهم اتجهوا إلى عملة البيتكوين ليحفظوا أموالهم من الانهيار مع انهيار الدولار.
وبعض التغيرات السياسية في العالم كله مثل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وتخوفات من مستقبل غامض وأزمة مالية جديدة اتجه الناس إلى عملة بيتكوين مما زاد من عملية الطلب عليها وبالتالي ارتفاع جنوني في سعرها او ارتفاع مستحق في سعرها.
أزمة الجنيه الإسترليني.
مما أكد للناس أننا على وشك انهيار اقتصادي عالمي مصاحباً لأزمة كبيرة في جميع العملات الورقية هو سقوط بعض العملات وانهيارها كما حدث مع عملة الجنيه الإسترليني عام 2016 المنصرم.
تلك العملة التي كانت تشتهر بقيمتها الأعلى من الدولار فقدت 16% من قيمتها الحقيقية لتصبح غير آمنة هي التالية مثلها مثل باقي العملات الغير مهمة في العالم.
تسبب بخسارة كبيرة لمقتنيي العملة حول العالم وبالتالي تحولهم لشراء عملة لا تتصل بالاقتصاد العالمي الحقيقي وهي عملة بيتكوين اصبح كبيراً لحفظ أموالهم من الضياع بين فكي التيه.
توقعات بانهيار سعر الدولار.
المشكلة الكبرى التي يمكن للعالم أن يكون مضطراً لمواجهتها هي انهيار الدولار تماماً ودخوله في ممر ازمة مثل أزمة 2009 التي خرج منها باعجوبة.
كل ما سبق كان مجرد توقعات لانهيار الاقتصاد العالمي، هناك فرصة للازمة أن تحيا من جديد واذا عادت هذه المرة لن تختفي بسهولة وسيكون الأمر أشبه باليوم الأخير لهذا النظام الاقتصادي الحالي ولا يوجد أي خطط مستقبلية يمكن ان تحل هذه الازمة.
توجه الناس لشراء عملة بيتكوين هو امر منطقي للغاية، وهذه نتيجة طبيعية لما يحدث في العالم كله الآن من مصادمات بين دول عظمى ومشاكل بين دول صغيرة وإعلان اكثر شركات أمريكا أموالاً افلاسها ودخول بعض الشركات الأخرى في أزمات.
كيف لا وان نظرت على دول أمريكا الجنوبية فسترى العجب العجاب، انهيار اقتصاد فنزويلا إضافة إلى اقتصاد البرازيل المنهار اصلاً ولكن فجوة الازمة زادت العام المنصرم بحد كبير.
والصين التي كانت من أكبر محركات الاقتصاد العالمي في طريقها للانهيار حيث الاقتصاد البطيء جداً والذي لم يعد يقوى على الحركة وحليفتها تركيا هي الأخرى يبدو انها ستواجه الفقر قريباً بسبب الازمات.