أسعدني مرورك أخي الكريم ويبدو أننا متشاركان في الإقرار بأن محي الدين بن عربي ندر وجوده وعلمه بين البشر نعم ( قل الروح من أمر ربي ) فلن نعرف ماهيتها ولكن أثرها أي الحياة والطاقة الحيوية وأجلى مظاهرها ما يعرف بـ ( الأورا ) أو الهالة المحيطة بالإنسان وتوصل العلم لتصويرها وحتى أنها تستخدم كـ دلالة على صحة الإنسان وتعافيه قياسا إلى صحة هالته وتكاملها وعدم تشتتها . وأضيف من زاوية نظر ى بأن الإنسان مكون من ثلاثة جسد أولا ثم روح ثم نفس وبينهم تفاعل وتكامل فأن أختل إحدها أثر على البقية و الجسد مسكن الروح أما النفس فيمكنك وصفها بالأفعال وردود الأفعال وهي الرباط بين الروح و الجسد أي أنها الترجمان لإنسان ما ومدى توازنه أو اختلاله وهناك الكثير مما يؤثر على الإنسان من عوارض تأتي على مكوناته الثلاثة أو بعضها فأمراض الجسد نعلمها وأمراض النفس وعلل الروح أو ما يسمى بالعوارض الروحانية عين حسد ...الخ و الحقيقة لا أبسط من أن يطبب الإنسان ذاته إن إلتزم ببرنامج معين سأفرد له موضوع للأفادة العامة ومدته شهرين لا أكثر يحتوي أطعمة معينة وماء يحضر بطريقة معينة وأغتسال محدد و تلاوات قرآنية وأذكار في أزمنة محسوبة وبأعداد محسوبة وفق ذبذبة هذا الشخص أو ذاك وقياسها بسيط ايضا فإن ألتزم به بدقة فبإذن الله حياته تتغير 180 درجة وكله مستوحى من كتاب الله . تحياتي لك |
|||
اسمح لى ان اتكلم في هذا الشأن الشائك بحكم تخصصى الجامعى للاداب الاسلاميه,
لا يوجد تفسير للقرآن (لا يعلم تأويله الا الله) - والواو للراسخون في العلم- اختلفوا فيها هل هى استئناف ام عطف والارجح عندى استئناف. والتفاسير المنتشره بين عموم الناس كانت للاجتهاد ثم صارت تلمود يحكم القرآن.
التفسيرات الوارده في شأن الروح انها من امر الله, ثم تأولت الى انها قول غير مباشر لعدم التساؤل تفسيرات مجحفه في حق المجالى الاخرى,
فبعض العارفين ومنهم ابن عربي, استدل بأمر ربي انها من امر الله (أمر) وليس معناه (شأن), فإن كانت الاجابه على سؤال غيبى بكلمة (أمر) فهى اجابه شافيه وواضحه وضوح الشمس عن ماهية الروح !!
اما اذا استبدلت كلمة (أمر) بكلمة (شأن) فستكون مفاد الاجابه (اجابة هذا السؤال من شأنى)
واستشهد ابن عربي (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىظ° عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ غ— أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ غ—
فالوارد في كلمة امر هو المعنى الطبيعى لكلمة أمر ( يأمر) وليس شأن
واستدل استاذى ايام الجامعه, بأن القرآن لا يعبث بالمرادفات, فلو كان الله يقصد شأن لقال شأن.
واستشهد بقول الله " تلك اذا قسمة ضيزى " وكل المفسرين يتجهون الى ان معنى كلمة "ضيزى" معناها "جائره " وهى ليست كذلك.
ولذلك كان محى الدين ابن عربي, كثير التنبيه على عدم الانخراط وراء تلمود يحكم القرآن وإغلاق الباب, واستشهد بقول الامام على كرم الله وجهه - بأن رسول الله لم يترك فينا شيئاً بعد القرآن الا فهماً اتاه الله لعبده في كتابه..
فاذا كان الله, يحي الفهم ويتجلى بكرمه على عباده طول الزمان, فلابد الا يقف فهم القرآن وفهم كنوزه بكتب بعينها..
واستشهد الشعراوي رحمة الله عليه بقول وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ,
فمعظم المفسيرين قالوا ان قرب الله بالعلم لا بالذات,
فقال الشعراوي رحمة الله عليه, لو كان بالعلم لقال لا تعلمون, ولكن استخدم لا تبصرون, اى ان القرب قرباً حقيقياً يستوجب الابصار !!!
وهكذا استشهد ابن عربي,
واستدل ايضاً ابن عربي, بنحن اقرب اليه من حبل الوريد,
فأفعل تفضيل, تستوجب المشاركه, وحبل الوريد قريب الينا قرب حقيقياً لا علماً, فما الداعى للمقارنه بين قرب حقيقي وقرب بالمعنى؟! فالقرب هنا مختلف ولا يمكن التفضيل على قربين من نوعين مختلفين.
ويستكمل ابن عربي قوله, وبذلك يطمئن الله عباده, اذ قال رسولنا الكريم, ان الجن يجرى في الانسان مجرى الدم, فهذا طمأنينه لنا ان الله اقرب لنا من وسوسة الشيطان.
نرجع لمرجعنا :
الروح لا تمرض ابداً فهى لاهوتيه (خلق الله ادم على صورته) وفي رواية اخرى (خلق الله ادم على صورة الرحمن )
وقال في التوراه ( لنخلق انساناً على شاكلتنا وعلى هيئتنا) واختتم هنا تاج العارفين بالله " والله اعلم بما قال".
والصوره هنا ليست الهيئه الفيزيائيه طبعاً, بل مجالى ربانيه وآلهيه. حتى هى كذلك عند بعض اليهود.
النفس تمرض نتيجة اضطراب الابخره والمزاج,
الاورا, هى نتيجة تفاعل الابخره مع بعضها البعض في النفس فقط لا غير.. ان شئنا قلنا الانبعاثات.
الارتقاء الروحى ما له علاقه بالتذبذب, هذا للنفس, الروح معراجها بالايمان واليقين بالله فقط.
الرياضه الروحيه, هو اخماد انبعاثات وابخره النفس حتى تنجلى الروح بمجاليها ( قد افلح من زكاها, وقد خاب من دساها)
الحسد, العوارض ...الخ يصيب النفس لا الروح (الروح الانسانى لا تقدر عليها جهنم نفسها)
ولذلك اقل قدر من الايمان يزيل الجبال, ولا داعى للتهويل في استخدام كلمة "العوارض" " الحسد" " العوائق"
( سئل رسول الله عن عيسى ابن مريم بأنه مشى على الماء, فقال لو ازداد يقينا لمشى على الهواء)
قاعده عند العارفين بالله, روح الانسان لا يقدر عليها غير خالقها, الله وحده يستطيع ان يؤثر في الروح, غير ذلك لا يوجد مخلوق خلق ولا هيتخلق هيعرف يلمس الروح او يجي جنبها...
عزرائيل ( ملك الموت عند العبرانيون على ما اعتقد وفي التراث اليهودي ايضاً ولم ينكرها اهل العرفان المسلمين ) يخلع النفس, ولا يخلع الروح ولا يقدر ولن يراها اصلاً...
هكذا مما قال تاج العارفين وامام الواصلين, والامام الاكبر محى الدين ابن عربي الحاتمى الطائي, ياقوت العلم وزمرد الحكمه...
واختم بكلمة ابن عربي " افرح ايها الانسان, , فقد خلقك الله على صورة الحضره القديمه, فانت انسان وكفى بها نعمه "
سيد الاوارد هو الاستغفار, والصلاه علي رسول الله, فهى شفاء من كل داء...
قال الشيخ الشعراوي رحمة الله عليه , اذا كان محمداً رحمة للعالمين, فإن كل صلاه على الرسول تحمل لنا خيراً, فما بالك بالذى طلب له الخير !!
فاكثر من الصلاه على الرسول.
بالمناسبه انا لا انكر الاوقات والاعداد والآيات المعينه والاوارد, فانا نفسى اعمل بها ولكن هذه مرحله متقدمه لاى مبتدئ او غير منخرط او - غير ملتزم بالمواقيت-,
دمت طيباً...