تفشّي الثقة و انخفاض الدولار، و تذبذب في أسواق المعادن الثمينة
انتشرت الثقة في الأسواق المالية هذا اليوم بعد أن إظهار احتمال تقديم حزمة مساعدات جديدة لليونان و سوف يكون القرار في نهاية شهر حزيران في ذلك، أو أن يكون هنالك قرار بإعادة جدولة الديون. إن احتمال طرح مساعدات جديدة لليونان قدّم ثقة في الأسواق المالية مما دفع مؤشرات الأسهم الآسيوية للارتفاع خصوصاً بعد ظهور بيانات من اليابان أشارت إلى تحسّن في الإنتاج الصناعي بعد انكماش حاد فيه، و رغم أن القراءة لبيانات الإنتاج الصناعي كانت ما دون التوقعات، لكنها بالتأكيد أفضل من بيانات الانكماش الذي وصل إلى 15.5% خلال شهر آذار.
بالنسبة لمؤشرات الأسهم الآسيوية، شهدنا ارتفاع مؤشر نيكاي الياباني بمقدار 1.76% و كذلك ارتفع مؤشر شنغهاي المركّب الصيني بمقدار 0.79%. بالنظر إلى سعر صرف الدولار الأمريكي، فقد تأثر سلباً في مستويات الثقة التي ارتفعت في الأسواق، حيث أن المتداولين اتجهوا لبيع الدولار و طلب الأصول المرتفعة العائد. إن اجتماع ارتفاع الثقة في الأسواق المالية مع الانخفاض في سعر صرف الدولار، سبب تذبذب كبير في أسواق المعادن الثمينة و تداول في نطاق ضيق للذهب كإجمالي تداولات هذا اليوم و يوم أمس رغم الارتفاع الذي شهده يوم أمس.
خلال جلسة نيويورك أمس، ارتفع سعر الذهب بمقدار 0.17% ليغلق جلسة نيويورك عند مستوى 1539.10 دولار للأونصة الواحدة، فيما اكتسب سعر الفضة حوالي 0.29% عندما أغلق عند مستوى 38.07 دولار. بالنسبة لسعر البلاتين، فقد انخفض خلال جلسة أمس بمقدار 0.22% و أنهى جلسة نيويورك عند مستوى 1797.00 دولار.
بعد هذه التداولات خلال جلسة نيويورك يوم أمس، شهدنا سعر الذهب ينخفض بنفس مقدار الارتفاع الذي حققه أمس ليتداول سعر الذهب اليوم حول مستوى 1536.50 دولار للأونصة فاقداً 0.17%، و هذا ما أبقى الذهب الآن في مستويات حيادية تماماً عند مستوى افتتاح جلسة نيويورك أمس. بالنسبة للبلاتين، فقد عوّض كل خسائر أمس و ارتفع اليوم بمقدار 0.33% ليتداول سعر البلاتين عند 1803.00 دولار للأونصة ليتداول بارتفاع مقداره 0.11% كإجمالي تداولات نيويورك أمس مضافاً لها تداولات اليوم.
استفاد البلاتين من بيانات الإنتاج الصناعي الياباني خلال الجلسة الآسيوية، فيما الثقة التي ارتفعت في الأسواق، سببت طلب البلاتين وسط توقعات ارتفاع الطلب الصناعي عليه. بالنسبة للفضة، فنرى اتجاهاً مضاربي ارتفع إثرها سعر الفضة يوم أمس بمقدار 0.29% و أنهى جلسة نيويورك عند سعر 38.07 دولار للأونصة. هذا اليوم، نرى انخفاضاً مقداره 0.3% في سعر الفضة و يتداول في هذه اللحظات حول سعر38.06 دولار للأونصة.
نستطيع أن نرى جلياً بأن الاتجاه المضاربي في أسواق المعادن الثمينة هو الذي لعب الدور الأكبر في رفع سعر الفضة و البلاتين بإجمالي تداول يوم أمس و هذا اليوم، فيما التداولات المتذبذبة جداً التي مالت للصعود لكنها تعود للاستقرار عند المستويات المعتادة سببها اجتماع المضاربة مع بيع الذهب من بعض الجهات لدخول استثمارات مرتفعة العائد.
رفعت روسيا سعر فائدة الإيداع بشكل مفاجئ و غير متوقع مسبقاً بمقدار 25 نقطة أساس لتصل الفائدة إلى 3.5%. إن هذا الرفع في الفائدة كان بقصد الحد من ارتفاع مستويات التضخم التي وصلت إلى 9.7% رغم انخفاضها قليلاً إلا أنها ما زالت فوق المستويات المطلوبة عند 7.0%، هذا و قد رفع البنك سعر الفائدة المرجعية إلى مستوى 8.25% من مستوى 8.00%.
إن الخطوة التي قامت فيها روسيا تشابه الاتجاه العام الذي تتخذه الصين و العديد من الدول الأخرى. حتى أن البنك المركزي الأوروبي و البنك الأسترالي تميل لاتخاذ هذا الاتجاه رغم الحيادية الحالية و هذا يؤكد مخاطر التضخم في الاقتصاد الدولي.
من جهة النمو، نرى بأن الضعف يبدو واضحاً في الاقتصاد الدولي و انخفضت إثر ذلك كفاءة التعافي الاقتصادي الدولي و هذا أيضاً أمر مقلق. الضعف في الاقتصاد الدولي يبقي على طلب الذهب كملاذ آمن، خصوصاً و أن أزمة الديون الأوروبية ما زالت قائمة و الثقة التي ارتفعت بسبب الحديث بشأن مزيد من المساعدات لليونان، لكن هذه الثقة مهتزة و قد تعود للتدهور عند ظهور أي إشارات عن تعمّق أزمة الديون.
نحن ما زلنا نعتقد بأن الاتجاه الإيجابي الصاعد للمعادن الثمينة أهمها الذهب قائم، و قد نرى استمرارية في هذا الاتجاه. لكن مع بيانات هذا الأسبوع و التي أهمها بيانات الوظائف الأمريكية يوم الجمعة القادم، يجب أن نتوقع تذبذب كبير في الأسواق المالية منها أسواق المعادن الثمينة.