طرحت إسبانيا هذا اليوم سندات أمد استحقاق ثلاثة أشهر و ستّة أشهر، و شهدت الأسواق طلباً كبيراً و قامت الدولة ببيع سندات فوق المستويات المستهدفة بين 3.5 و 4.5 مليار يورو، و قد استطاعت إسبانيا بيع ما يبلغ قيمته 5.6 مليار يورو من السندات الحكومية. و قد تراجعت تكاليف الاقتراض بشكل كبير، و كان متوسط عائد بيع السندات أمد استحقاق ثلاث أشهر بنسبة 1.735% و بلغ قيمتها 3.7 مليار، بانخفاض من 5.11%، كما انخفض العائد على سندات أمد استحقاق 6 أشهر إلى 2.435% من النسبة السابقة 5.227%، و بلغ مبيعات هذه السندات 1.92 مليار و بنسبة تغطية 4.1 مرّة.
إن هذا الطرح الناجح من إسبانيا للسندات اعتبر إيجابي جداً و بذلك قل التشاؤم في الأسواق المالية و عادت الثقة لدى بعض المتداولين، و انعكس ذلك على الأسواق المالية مرتفعة العائد بشكل واضح و اتجه المتداولون نحو تلك الأسواق و بذلك انخفض الطلب على الدولار بل تعرّض لبعض عمليات جني الأرباح مما سبب انخفاض سعر صرفه من مستوياته الأعلى منذ 11 شهراً مضت.
من ناحية أخرى، ارتفع مؤشر مناخ الأعمال الألماني هذا اليوم بشكل غير متوقع، و قد أظهر مؤشر IFO ارتفاعاً في مؤشر مناخ الأعمال إلى مستوى 107.2 من المستوى السابق 106.6، كما و قد ارتفع مؤشر التقييم الحالي لنفس المؤشر إلى 116.7 و كذلك ارتفع مؤشر التوقعات إلى 98.4 من السابق 97.3. هذا المؤشر أعطى الأسواق المالية بعض التفاؤل أيضاً، إذ أن هذا المؤشر يعطي بعض الأمل في أن تتحسّن الثقة في الأسواق المالية الأوروبية رغم حقيقة استمرار أزمة الديون السيادية.
لا يجب إهمال تأثير انخفاض التشاؤم تجاه كوريا، فرغم أن الثقة ما زالت منخفضة، إلا أن الأسواق تقبّلت حالياً خبر وفاة زعيم كوريا الشمالية و تتوقع أن لا تحصل نزاعات إقليمية، في الوقت الراهن على الأقل.
اليورو مقابل الدولار الأمريكي
انخفاض سعر صرف الدولار الأمريكي، إلى جانب بعض الآمال التي سادت الأسواق الأوروبية، خففت من الضغط السلبي على اليورو مقابل الدولار ليرتفع اليوم بعد ملامسته للأدنى عند سعر 1.2991 ليلامس الأعلى عند مستوى 1.3090 دولار لليورو الواحد. إن تداولات الزوج الإيجابية هذا اليوم دفعت فيه فوق مستوى المقاومة الفرعي 1.3045، لكن استطاع مستوى المقاومة 1.3080 أن يوقف الاندفاع الصاعد بعض الشيء.
التحليل الفني ما زال يظهر بأن الزوج يتحرّك ضمن قناة هابطة، و الثبات في مستويات ما دون 1.3120 و 1.3160 قد يبقي على الضغط السلبي العام على الزوج. بالنسبة للتحليل الأساسي بحسب المعطيات الاقتصادية الحالية، فما نراه من ثقة في الأسواق المالية يعتبر مجرّد انخفاض في التشاؤم، حيث أن أزمة الديون السيادية ما زالت قائمة و تتعمّق دون وجود حل حقيقي لها، و بذلك قد يعود الزوج للانخفاض ما لم تظهر قرارات قادرة على إعادة الإيجابية و تعطي توقعات بأن تتوقّف أزمة الديون عند الحد الذي وصلته.
الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي
لم نرى بيانات اقتصادية هامة هذا اليوم من بريطانيا، لكن نرى الجنيه الإسترليني و قد استفاد من التصحيح الهابط الذي شهده الدولار الأمريكي، و استطاع الجنيه الإسترليني إثرها الارتفاع بشكل حاد هذا اليوم من أدنى مستوى له خلال الجلسة عند سعر 1.5492 دولار ليلامس الأعلى له هذا اليوم عند مستوى 1.5648 دولار للجنيه الإسترليني الواحد.
الارتفاع الذي حصل في سعر صرف الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي هذا اليوم استطاع تعويض معظم خسائر الزوج خلال الأسبوع الماضي، إلا أن التحليل الفني ما زال يرى بأن مستوى المقاومة 1.5730 هو الذي سوف يحدد مقدار العزم الذي يمتلكه الجنيه، و في حال استطاع اختراق هذا المستوى قد يمتد الاتجاه الصاعد فعلاً، و إلا عاد للانخفاض مجدداً.
قد يكون تأثر الجنيه في مستجدات أزمة الديون السيادية مختلفاً عن اليورو في المقدار، فنرى المتداولين يتّجهون نحو الجنيه الإسترليني مع أي مخاطر تجاه أزمة الديون السيادية، و هذا يعطي الجنيه بعض العزم ليقلل من تأثّره من ارتفاع الدولار عندما تحصل أي موجة تشاؤم. لكن بشكل عام، إذا استمر الدولار في الارتفاع إثر التشاؤم العام في الأسواق، فقد نرى الجنيه الإسترليني يعود للانخفاض مجدداً.
الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني
رغم انخفاض سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل العديد من العملات الأجنبية، إلا أن الين الياباني انخفض هذا اليوم أيضاً ليسمح للدولار الأمريكي بالارتفاع أمامه، فقد ارتفع سعر صرف الدولار الأمريكي من مستوى 77.70 ليلامس الأعلى عند سعر 78.16، لكن حتى هذه اللحظة، يبقى الزوج ضمن اتجاه جانبي محدود دون إظهار أي حركات كبيرة.
أحجام التداول و موسم عطلات نهاية السنة
في كل عام، عندما تقترب الأسواق المالية من عطلة نهاية السنة، نرى أحجام التداول تنخفض بشدّة، و هذا ما يسبب تذبذب كبير و حركات سريعة، لكن في المقابل تكون هذه الحركات غير مدعومة باستمرارية، لذلك يجب علينا أن نتّخذ الحذر الكبير حالياً، فانخفاض أحجام التداول يضيف على التذبذب الذي تشهده الأسواق المالية في الأصل مزيداً من التعقيد و الشدّة.
لكن بشكل عام، الميل العام السلبي للثقة في الأسواق المالية تجاه أزمة الديون السيادية و التباطؤ الاقتصادي الدولي، قد يبقي على الضغوط السلبية العامة على العملات الأجنبية مقابل الدولار الذي يستفيد من اتجاه المتداولين له طلباً للملاذ الآمن أو لتصفية مراكز مالية من أصول مرتفعة العائد.