بسم الله الرحمان الرحيم
اهلا بكم اعضاء و زوار واداريي المنتدى
أساسيات في اقتصاد البلاد ..
العلاقة بين التضخم وأسعار الفائدة ودور البنك المركزي
تذكر ... هذه المصطلحات موجودة في لدى كل اقتصاد أي بلد في العالم ...
ما هو التضخم Inflation
سنحكي لك قصة سريعة ...
" ظلت السيد " الألمانية " تحلم بالمعاش الذي ستحصل عليه بعد شهرين ، وبدأت ترسم أحلامها ففكرت في شراء بيت مزود بحديقة صغيرة .. ولكن فجأة أعلنت حكومة بلدها خبر عن زيادة التضخم في الأسعار ..
تحولت أحلامها نحو شراء شقة صغيرة ، ثم تحول الحلم من شقة إلى حجرة ، وبعد أن مر الشهران من صدور الخبر تسلمت معاشها والحمد لله المعاش يكفي لشراء عشاء ليلة واحدة ...
إن ما حدث لهذه السيدة الألمانية كان قد عانته الحكومة الألمانية بعد الحرب العالمية الأولى حينما بدأت الأسعار ترتفع بشكل صاروخي مما أدى إلى تدهور الاقتصاد الألماني بقوة ..
هذه القصة السريعة توضح لنا ببساطة تعريف التضخم ...
فالتضخم : هو ارتفاع المستوى العام للأسعار ، ويتم قياس المستوى العام بمتوسط سعر السلع والخدمات للبلد .
وليس بالضرورة أن يكون الارتفاع في جميع الأسعار لأنه وحتى في أوقات التضخم الشديدة بعض الأسعار قد تكون ثابتة نسبيا أو البعض الآخر من الأسعار قد ينخفض .
وليس هذا هو ما يقصده مذيع النشرة الاقتصادية حين يقدم تقريره الشهري عن معدل التضخم ؛ فهو فقط يوضح ( بنسبة مئوية ) عن أن مستوى التضخم كتغيير عن الشهر الماضي
مثلا ، عندما تسمع أن تقرير معدل التضخم لهذا الشهر جاء في 1%، فهذا يعني فقط أن مستوى الأسعار زاد بـ 1% هذا الشهر وهو قد يكون تغيرًا طارئًا؛ فإذا ما استمر معدل التضخم عاليًا لفترة زمنية طويلة (أكثر من 1% شهريًا لعدة سنوات) هنا يعتبر الاقتصاديون أن التضخم أصبح عاليًا
لهذا كانت جميع أسعار السلع والخدمات ترتفع بنسبة واحدة وفي نفس الوقت، ما كانت هناك مشكلات...
لكن إن الذي يحدث هو حدوث غلاء لطائفة من السلع والخدمات والتي ترتفع أسعارها بسرعة كبيرة ، على عكس طائفة أخرى قد تتغير ببطء ، وهناك طائفة ثالثة تظل جامدة بلا تغيير، ولهذا هناك من يستفيد وهناك من يُضار من هذا التضخم المستمر وبالتالي العملة تنخفض قيمتها .
أنواع التضخم
هناك أنواع عديدة من التضخم، أبرزها:
- التضخم العادي:
عند زيادة عدد السكان تزداد احتياجاتهم، فتضطر الدولة إلى تمويل جانب من الإنفاق العام عن طريق إصدار نقود بلا غطاء، مما يؤدي بالنتيجة إلى ارتفاع الأسعار، وهذا النوع من التضخم تعاني منه الغالبية العظمى من الدول، لذا تخطط الدول إلى تنظيم الأسرة وتحديد الولادات.
- تضخم جذب الطلب:
يحدث عندما ترتفع الأسعار نتيجة لوجود فائض كبير في الطلب الكلي مقارنة بالعرض الكلي "المحلي والمستورد"، وقد يكون ذلك مؤقتاً وقد يستمر، مثل ارتفاع أسعار ألعاب وبعض المواد الغذائية في الأعياد أو مناسبات معينة (بداية الموسم) أو السياحة والاصطياف، وفي هذه الحالات فإن زيادة الإنفاق لا تمثل زيادة في الإنتاج الحقيقي بقدر ما تكون نتيجتها زيادة الأسعار.
-التضخم المتسلل:
وهو تضخم عادي، لكنه يحدث أثناء انخفاض الإنتاج، حيث تبدأ أسعار السلع والخدمات في الارتفاع ما يحدث مخاوف لدى المستهلكين من استمرار ارتفاع الأسعار، فيلجؤون إلى شراء سلع وخدمات أكثر من حاجتهم، ويتخلصون من النقود، فيتكون التضخم المتسلل الذي يؤدي إلى كبح النمو.
-التضخم الجامح:
عادة يحدث هذا النوع من التضخم في بدايات مرحلة الانتعاش أو مرحلة الانتقال من نظام اقتصادي إلى آخر، أو في الفترات التي تعقب الحروب، لذلك يعتبر هذا النوع من التضخم أسوأ أنواع التضخم، حيث يفقد الناس الثقة في النظام الاقتصادي.
- التضخم المكبوت:
غالباً ما يظهر هذا النوع من التضخم في الدول التي تأخذ بالاقتصاد الموجه، حيث تصدر الدولة نقودا دون غطاء بهدف الإنفاق العام للدولة، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار نتيجة زيادة الطلب على العرض بسبب وفرة النقد، فتلجأ الدولة إلى التدخل من أجل التحكم بالأسعار عن طريق تحديد حصص من السلع والخدمات لكل فرد، وكأن الدولة بذلك كبتت (قيدت) تحول الفجوة بين الطلب الأكبر والعرض الأقل، وهذا ما يؤدي إلى ظهور الأسواق السوداء.
-التضخم المستورد:
عندما ترتفع أسعار السلع المستوردة لأي سبب كان ينسحب هذا الارتفاع، في الغالب على السلع المحلية، ما يؤثر بشكل واضح على أصحاب الدخول المحدودة، فيطالبون بزيادة الأجور والمرتبات.
-التضخم الركودي:
في فترات الركود ينخفض الطلب الفعال وينخفض مستوى تشغيل الجهاز الإنتاجي فتتزايد معدلات البطالة، وإذا كان هناك احتكار كامل أو مهيمن، فلا يستطيع أحد إجبار الشركات المحتكرة على تخفيض أسعار سلعها وخدماتها في حالة الركود، ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار مع ارتفاع معدلات البطالة.
أثار التضخم
1- مع زيادة التضخم تظهر موجة شدة الغلاء مع انخفاض قيمة العملة النقدية .
2- اضطراب في المعاملات بين البائع والمشتري ، وبين المنتج والمستهلك ، وبين الدائن والمدين .
3- انتشار الفوضى في الاقتصاد المحلي للدولة صاحبة العملة ذات التضخم وبالتالي يتخلى الناس عن عملة بلدهم ويلجئون إلى امتلاك عملة بلد أخرى ذات اقتصاد أفضل .
4- حدوث ضرر للموظفين في القطاع العام والخاص لأنهم عادة يكون دخلهم ثابت مقارنة بموجة الغلاء ، أما أصحاب الدخول المتغيرة مثل: التجار ورجال الأعمال ، فدخولهم عادة تزيد مع موجة التضخم ، بل إنها في كثير من الحالات ترتفع بنسبة أكبر من نسبة ارتفاع المستوى العام للأسعار وهم بذلك المستفيدون من هذا التضخم.
5- المدخرون لأصول مالية كالودائع طويلة الأجل بالبنوك؛ غالبا ما يتعرضون لخسائر كبيرة لأن القيمة الحقيقية لمدخراتهم تتعرض للخسارة سنة بعد الأخرى مع ارتفاع الأسعار ، أما من يجسد مدخراته في أشكال عينية كالأراضي والمعادن النفيسة ؛ فهو المنتفع من ارتفاع الأسعار على هذا النحو.
6- ومع الارتفاع المستمر للأسعار يدرك الناس أن الشراء اليوم عند مستويات الأسعار السائدة أفضل من الشراء في الغد لأن الأسعار سترتفع أكثر وأكثر ؛ فيسارعون إلى "الاكتناز" أي شراء السلع والتحف والمعادن النفيسة، واللجوء لعملة أجنبية أكثر ثباتًا في قيمتها، وهو أمر ينعكس على تدهور سعر الصرف للعملة المحلية إذا كان هناك تضخم .
7- الضرر الأكبر يصيب ميزان المدفوعات للدولة ، ويتمثل في :
** تعرض الصناعات المحلية لمنافسة شديدة بسبب ارتفاع سعر المنتج المحلي مقابل المنتج المستورد ، وبالتالي يقل الطلب على شراء المنتج المحلي ، وبالتالي يؤدي إلى البطالة وانخفاض مستوى الدخل المحلي .
** نتيجة لزيادة الطلب على السلع المستوردة وانخفاض الطلب على السلع المحلية يزداد العجز في ميزان المدفوعات التجاري والذي تتطلب مواجهته إما استنزاف احتياجات البلاد من الذهب والعملات الأجنبية ، أو اللجوء إلى الاستدانة الخارجية، أو تصفية ما تملكه الدولة من أصول بالخارج.
مثال على ذلك ما حدث للولايات المتحدة الأمريكية ؛ فالارتفاع السريع في الإنتاجية في اليابان ودول السوق الأوروبية المشتركة، وارتفاع الأسعار في الولايات المتحدة الأمريكية بمعدل أسرع من ارتفاعها في الدول الأخرى؛ أدى إلى تقليل الفائض في الميزان التجاري الأمريكي، وأدى في النهاية إلى تحقيق عجز في ميزان العمليات التجارية.
** ومع زيادة العجز في الموازنة العامة للدولة تلجأ الدولة إلى زيادة ضخ عملتها المحلية فتتزايد كمية النقود دون أن يقابل هذه الزيادة ، زيادة مناظرة في حجم الناتج ، مما يدفع الأسعار إلى مزيد من الارتفاع وتدخل الدولة في حلقة مفرغة.
العلاقة بين أسعار الفائدة والتضخم
التضخم هو أحد العوامل الرئيسية التي تقرر مستوى أسعار الفائدة . لهذا السبب فإن أي بيانات اقتصادية أو معلومات مالية يبدو أنها ستؤثر في أسعار الفائدة أو التضخم سيكون لها أهمية كبيرة لدى التجار لأنها سوف تقدم فرص جديدة للمتاجرة حينما يقوم السوق بإعادة تقييم نفسه .
التضخم العالي يزيد من التكلفه على اسعار الفائدة على المدى الطويل ولهذا فانه يؤثر على اسعار الفائدة و يرفعها مما يقلل من التوجه الى الاقتراض. وعليه فان توقف الناس عن الشراء ( اي قلة الطلب) يزيد من المنتجات المعروضه و بالتالي يقل الانتاج وهذا يؤدي الى زيادة البطالة. او ما يدعى بالكساد
مثال: اذا ارتفع التضخم فان تكلفة السلع و الخدمات تزيد مما يجعل تكلفة الشراء اكبر بكثير وهذا سيؤثر على ادخار الناس وقلة الاستثمارات مقابل زيادة الإنفاق أو بناء المنازل مما قد يؤثر سلبا على الاعمال التجارية في المجتمع.
النظام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي !!
أي دولة في العالم لديها ما يعرف باسم البنك المركزي المالي ، وهدفه الرئيسي هو تشكيل السياسة النقدية للبلد وكذلك الإشراف المالي وإدارة أنظمة المدفوعات الخاصة بعملة البلد ، وله الحق أيضا في التدخل للتأثير على سعر صرف عملة البلد للحفاظ عليها من أي أخطار مثل محاربة التضخم ومحاربة زيادة الأسعار بهدف تثبت استقرار النظام المالي في البلد ..
النظام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي !!
هو البنك المركزي المالي للحكومة الأمريكية ، ويعرف باسم بمصرف الاحتياط الفدرالي .
دور الاحتياط الفيدرالي الأمريكي وتدخلاته في تبادل العملات :
1- المحافظة على استقرار النظام المالي الأمريكي .
2- توفير المبالغ لمساعدة البنوك في سداد طلبات المودعين .
3- محاربة التضخم ومحاربة ارتفاع الأسعار السريعة للدولار .
4- زيادة أو نقصان العرض المالي النقدي في أمريكا للسيطرة على التضخم لأن التضخم يبطئ من النمو الاقتصادي .
دور الاحتياطي الفيدرالي لمواجهة التضخم
عند حدوث الكساد يقوم البنك الاحتياطي الفدرالي بخفض أسعار الفائدة لتشجيع الناس على التوجه إلى القروض و القيام بالشراء لتحريك عجلة الاقتصاد. إن هذا الحل فعال جدا على المدى القصير لكن على البنك أن يراعي المدى البعيد للتضخم وذلك بالموازنة بين الأهداف قصيرة المدى من زيادة الإنتاج و التوظيف وبين أهداف المدى البعيد من خفض معدلات التضخم .
بمفهوم آخر، إن ما يكسب المصرف الفدرالي أهمية هي..
قدرته على خفض ورفع أسعار الفائدة على المدى القصير و الذي يؤثر بشكل غير مباشر على التضخم ...
و بالتالي على اتجاه الاقتصاد عموما .
لقاؤنا سيتجدد قريبا مع بيان جديد و تفسير جديد
في امان الله
اهلا بكم اعضاء و زوار واداريي المنتدى
أساسيات في اقتصاد البلاد ..
العلاقة بين التضخم وأسعار الفائدة ودور البنك المركزي
تذكر ... هذه المصطلحات موجودة في لدى كل اقتصاد أي بلد في العالم ...
ما هو التضخم Inflation
سنحكي لك قصة سريعة ...
" ظلت السيد " الألمانية " تحلم بالمعاش الذي ستحصل عليه بعد شهرين ، وبدأت ترسم أحلامها ففكرت في شراء بيت مزود بحديقة صغيرة .. ولكن فجأة أعلنت حكومة بلدها خبر عن زيادة التضخم في الأسعار ..
تحولت أحلامها نحو شراء شقة صغيرة ، ثم تحول الحلم من شقة إلى حجرة ، وبعد أن مر الشهران من صدور الخبر تسلمت معاشها والحمد لله المعاش يكفي لشراء عشاء ليلة واحدة ...
إن ما حدث لهذه السيدة الألمانية كان قد عانته الحكومة الألمانية بعد الحرب العالمية الأولى حينما بدأت الأسعار ترتفع بشكل صاروخي مما أدى إلى تدهور الاقتصاد الألماني بقوة ..
هذه القصة السريعة توضح لنا ببساطة تعريف التضخم ...
فالتضخم : هو ارتفاع المستوى العام للأسعار ، ويتم قياس المستوى العام بمتوسط سعر السلع والخدمات للبلد .
وليس بالضرورة أن يكون الارتفاع في جميع الأسعار لأنه وحتى في أوقات التضخم الشديدة بعض الأسعار قد تكون ثابتة نسبيا أو البعض الآخر من الأسعار قد ينخفض .
وليس هذا هو ما يقصده مذيع النشرة الاقتصادية حين يقدم تقريره الشهري عن معدل التضخم ؛ فهو فقط يوضح ( بنسبة مئوية ) عن أن مستوى التضخم كتغيير عن الشهر الماضي
مثلا ، عندما تسمع أن تقرير معدل التضخم لهذا الشهر جاء في 1%، فهذا يعني فقط أن مستوى الأسعار زاد بـ 1% هذا الشهر وهو قد يكون تغيرًا طارئًا؛ فإذا ما استمر معدل التضخم عاليًا لفترة زمنية طويلة (أكثر من 1% شهريًا لعدة سنوات) هنا يعتبر الاقتصاديون أن التضخم أصبح عاليًا
لهذا كانت جميع أسعار السلع والخدمات ترتفع بنسبة واحدة وفي نفس الوقت، ما كانت هناك مشكلات...
لكن إن الذي يحدث هو حدوث غلاء لطائفة من السلع والخدمات والتي ترتفع أسعارها بسرعة كبيرة ، على عكس طائفة أخرى قد تتغير ببطء ، وهناك طائفة ثالثة تظل جامدة بلا تغيير، ولهذا هناك من يستفيد وهناك من يُضار من هذا التضخم المستمر وبالتالي العملة تنخفض قيمتها .
أنواع التضخم
هناك أنواع عديدة من التضخم، أبرزها:
- التضخم العادي:
عند زيادة عدد السكان تزداد احتياجاتهم، فتضطر الدولة إلى تمويل جانب من الإنفاق العام عن طريق إصدار نقود بلا غطاء، مما يؤدي بالنتيجة إلى ارتفاع الأسعار، وهذا النوع من التضخم تعاني منه الغالبية العظمى من الدول، لذا تخطط الدول إلى تنظيم الأسرة وتحديد الولادات.
- تضخم جذب الطلب:
يحدث عندما ترتفع الأسعار نتيجة لوجود فائض كبير في الطلب الكلي مقارنة بالعرض الكلي "المحلي والمستورد"، وقد يكون ذلك مؤقتاً وقد يستمر، مثل ارتفاع أسعار ألعاب وبعض المواد الغذائية في الأعياد أو مناسبات معينة (بداية الموسم) أو السياحة والاصطياف، وفي هذه الحالات فإن زيادة الإنفاق لا تمثل زيادة في الإنتاج الحقيقي بقدر ما تكون نتيجتها زيادة الأسعار.
-التضخم المتسلل:
وهو تضخم عادي، لكنه يحدث أثناء انخفاض الإنتاج، حيث تبدأ أسعار السلع والخدمات في الارتفاع ما يحدث مخاوف لدى المستهلكين من استمرار ارتفاع الأسعار، فيلجؤون إلى شراء سلع وخدمات أكثر من حاجتهم، ويتخلصون من النقود، فيتكون التضخم المتسلل الذي يؤدي إلى كبح النمو.
-التضخم الجامح:
عادة يحدث هذا النوع من التضخم في بدايات مرحلة الانتعاش أو مرحلة الانتقال من نظام اقتصادي إلى آخر، أو في الفترات التي تعقب الحروب، لذلك يعتبر هذا النوع من التضخم أسوأ أنواع التضخم، حيث يفقد الناس الثقة في النظام الاقتصادي.
- التضخم المكبوت:
غالباً ما يظهر هذا النوع من التضخم في الدول التي تأخذ بالاقتصاد الموجه، حيث تصدر الدولة نقودا دون غطاء بهدف الإنفاق العام للدولة، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار نتيجة زيادة الطلب على العرض بسبب وفرة النقد، فتلجأ الدولة إلى التدخل من أجل التحكم بالأسعار عن طريق تحديد حصص من السلع والخدمات لكل فرد، وكأن الدولة بذلك كبتت (قيدت) تحول الفجوة بين الطلب الأكبر والعرض الأقل، وهذا ما يؤدي إلى ظهور الأسواق السوداء.
-التضخم المستورد:
عندما ترتفع أسعار السلع المستوردة لأي سبب كان ينسحب هذا الارتفاع، في الغالب على السلع المحلية، ما يؤثر بشكل واضح على أصحاب الدخول المحدودة، فيطالبون بزيادة الأجور والمرتبات.
-التضخم الركودي:
في فترات الركود ينخفض الطلب الفعال وينخفض مستوى تشغيل الجهاز الإنتاجي فتتزايد معدلات البطالة، وإذا كان هناك احتكار كامل أو مهيمن، فلا يستطيع أحد إجبار الشركات المحتكرة على تخفيض أسعار سلعها وخدماتها في حالة الركود، ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار مع ارتفاع معدلات البطالة.
أثار التضخم
1- مع زيادة التضخم تظهر موجة شدة الغلاء مع انخفاض قيمة العملة النقدية .
2- اضطراب في المعاملات بين البائع والمشتري ، وبين المنتج والمستهلك ، وبين الدائن والمدين .
3- انتشار الفوضى في الاقتصاد المحلي للدولة صاحبة العملة ذات التضخم وبالتالي يتخلى الناس عن عملة بلدهم ويلجئون إلى امتلاك عملة بلد أخرى ذات اقتصاد أفضل .
4- حدوث ضرر للموظفين في القطاع العام والخاص لأنهم عادة يكون دخلهم ثابت مقارنة بموجة الغلاء ، أما أصحاب الدخول المتغيرة مثل: التجار ورجال الأعمال ، فدخولهم عادة تزيد مع موجة التضخم ، بل إنها في كثير من الحالات ترتفع بنسبة أكبر من نسبة ارتفاع المستوى العام للأسعار وهم بذلك المستفيدون من هذا التضخم.
5- المدخرون لأصول مالية كالودائع طويلة الأجل بالبنوك؛ غالبا ما يتعرضون لخسائر كبيرة لأن القيمة الحقيقية لمدخراتهم تتعرض للخسارة سنة بعد الأخرى مع ارتفاع الأسعار ، أما من يجسد مدخراته في أشكال عينية كالأراضي والمعادن النفيسة ؛ فهو المنتفع من ارتفاع الأسعار على هذا النحو.
6- ومع الارتفاع المستمر للأسعار يدرك الناس أن الشراء اليوم عند مستويات الأسعار السائدة أفضل من الشراء في الغد لأن الأسعار سترتفع أكثر وأكثر ؛ فيسارعون إلى "الاكتناز" أي شراء السلع والتحف والمعادن النفيسة، واللجوء لعملة أجنبية أكثر ثباتًا في قيمتها، وهو أمر ينعكس على تدهور سعر الصرف للعملة المحلية إذا كان هناك تضخم .
7- الضرر الأكبر يصيب ميزان المدفوعات للدولة ، ويتمثل في :
** تعرض الصناعات المحلية لمنافسة شديدة بسبب ارتفاع سعر المنتج المحلي مقابل المنتج المستورد ، وبالتالي يقل الطلب على شراء المنتج المحلي ، وبالتالي يؤدي إلى البطالة وانخفاض مستوى الدخل المحلي .
** نتيجة لزيادة الطلب على السلع المستوردة وانخفاض الطلب على السلع المحلية يزداد العجز في ميزان المدفوعات التجاري والذي تتطلب مواجهته إما استنزاف احتياجات البلاد من الذهب والعملات الأجنبية ، أو اللجوء إلى الاستدانة الخارجية، أو تصفية ما تملكه الدولة من أصول بالخارج.
مثال على ذلك ما حدث للولايات المتحدة الأمريكية ؛ فالارتفاع السريع في الإنتاجية في اليابان ودول السوق الأوروبية المشتركة، وارتفاع الأسعار في الولايات المتحدة الأمريكية بمعدل أسرع من ارتفاعها في الدول الأخرى؛ أدى إلى تقليل الفائض في الميزان التجاري الأمريكي، وأدى في النهاية إلى تحقيق عجز في ميزان العمليات التجارية.
** ومع زيادة العجز في الموازنة العامة للدولة تلجأ الدولة إلى زيادة ضخ عملتها المحلية فتتزايد كمية النقود دون أن يقابل هذه الزيادة ، زيادة مناظرة في حجم الناتج ، مما يدفع الأسعار إلى مزيد من الارتفاع وتدخل الدولة في حلقة مفرغة.
العلاقة بين أسعار الفائدة والتضخم
التضخم هو أحد العوامل الرئيسية التي تقرر مستوى أسعار الفائدة . لهذا السبب فإن أي بيانات اقتصادية أو معلومات مالية يبدو أنها ستؤثر في أسعار الفائدة أو التضخم سيكون لها أهمية كبيرة لدى التجار لأنها سوف تقدم فرص جديدة للمتاجرة حينما يقوم السوق بإعادة تقييم نفسه .
التضخم العالي يزيد من التكلفه على اسعار الفائدة على المدى الطويل ولهذا فانه يؤثر على اسعار الفائدة و يرفعها مما يقلل من التوجه الى الاقتراض. وعليه فان توقف الناس عن الشراء ( اي قلة الطلب) يزيد من المنتجات المعروضه و بالتالي يقل الانتاج وهذا يؤدي الى زيادة البطالة. او ما يدعى بالكساد
مثال: اذا ارتفع التضخم فان تكلفة السلع و الخدمات تزيد مما يجعل تكلفة الشراء اكبر بكثير وهذا سيؤثر على ادخار الناس وقلة الاستثمارات مقابل زيادة الإنفاق أو بناء المنازل مما قد يؤثر سلبا على الاعمال التجارية في المجتمع.
النظام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي !!
أي دولة في العالم لديها ما يعرف باسم البنك المركزي المالي ، وهدفه الرئيسي هو تشكيل السياسة النقدية للبلد وكذلك الإشراف المالي وإدارة أنظمة المدفوعات الخاصة بعملة البلد ، وله الحق أيضا في التدخل للتأثير على سعر صرف عملة البلد للحفاظ عليها من أي أخطار مثل محاربة التضخم ومحاربة زيادة الأسعار بهدف تثبت استقرار النظام المالي في البلد ..
النظام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي !!
هو البنك المركزي المالي للحكومة الأمريكية ، ويعرف باسم بمصرف الاحتياط الفدرالي .
دور الاحتياط الفيدرالي الأمريكي وتدخلاته في تبادل العملات :
1- المحافظة على استقرار النظام المالي الأمريكي .
2- توفير المبالغ لمساعدة البنوك في سداد طلبات المودعين .
3- محاربة التضخم ومحاربة ارتفاع الأسعار السريعة للدولار .
4- زيادة أو نقصان العرض المالي النقدي في أمريكا للسيطرة على التضخم لأن التضخم يبطئ من النمو الاقتصادي .
دور الاحتياطي الفيدرالي لمواجهة التضخم
عند حدوث الكساد يقوم البنك الاحتياطي الفدرالي بخفض أسعار الفائدة لتشجيع الناس على التوجه إلى القروض و القيام بالشراء لتحريك عجلة الاقتصاد. إن هذا الحل فعال جدا على المدى القصير لكن على البنك أن يراعي المدى البعيد للتضخم وذلك بالموازنة بين الأهداف قصيرة المدى من زيادة الإنتاج و التوظيف وبين أهداف المدى البعيد من خفض معدلات التضخم .
بمفهوم آخر، إن ما يكسب المصرف الفدرالي أهمية هي..
قدرته على خفض ورفع أسعار الفائدة على المدى القصير و الذي يؤثر بشكل غير مباشر على التضخم ...
و بالتالي على اتجاه الاقتصاد عموما .
لقاؤنا سيتجدد قريبا مع بيان جديد و تفسير جديد
في امان الله