قد لا يفهم البعض حقيقة النظام الاقتصادي الحالي و جذوره فلا يجد تفسير للازمات و لا لغلاء الأسعار و لا لتقلص قيمة العملات ... فكلامي هذا لم و لن تسمعه في حياتك من أي خبير إقتصادي متخرج من معاهد راسمالية ... ساعتمد شرح مبسط و مبسط جداً لفهم لب القضية ...
لعل ما كان يميز الحضارات السابقة على مر العصور عن الحضارة الراسمالية الحديثة هو اعتمادها على عملات معدنية تنقسم حسب قيمتها إلى ذهبية و فضية و برنزية
... و كل دولة تنمي اقتصادها حسب كمية المعادن الثمينة المتوفرة و تعتمد تلك العملات في التعاملات التجارية و كلما ازدهرت التجارة في دولة ما إلا و زادت عائداتها من المعادن الثمينة الأجنبية فيتم صهر العملات الأجنبية و تحويلها إلى خزينة الدولة مما يزيد في غنا تلك الدولة و ينمي الاقتصاد فيها و يعم فيها الخير أكثر ... فلا نجد بذلك أي داعي لزيادة الأسعار إلا في نطاق التنافس أو بسبب ندرة سلعة ما ... إلا أن الربا كان وقتها متفشياً فمثلاً إذ اقترضت 50 قطعة ذهبية من شخص ما يشترط عليك إرجاع 70 قطعة أو يذهب الأمر إلى أكثر من ذلك إلى حد المقايضة بالنساء و الأطفال و هو ما يسبب بنوعاً ما من الإختلال أو في بروز راسمالية صغيرة ...
فجاء الاسلام فحرم الربا و تواصل الاعتماد على العملات الثمينة و بالتالي تمت عملية تنقية الاقتصاد و النتيجة كانت إزدهار إقتصادي إسلامي قوي جداً ترتب عنه بروز خلافات متعاقبة تطورت فيها العلوم و ساد الرخاء و انقرض الفقر فعرفت تلك العصور بالعصور الذهبية ... في الوقت الذي كان فيه الاقتصاد الاوروبي فاسد و يعتمد حتى المراة و الطفل كعملة شراء نتيجة تفشي الربا و فساد القيم فكانوا ينظرون إلينا كما ننظر نحن اليوم إلى أوروبا و اليابان ...
بروز النظام الراسمالي الحديث جاء كي يلغي التعامل بالعملات الثمينة و استبدالها بعملات ورقية لا قيمة لها إذ تم ايهام الشعوب وقتها على أنها ستكون حاملة لنفس قيمة العملات الثمينة ...
و بالتحديد في عام 1929 ساهم مصرفيو الأخوية بإنهيار سوق البورصة في وول ستريت ، و سببوا بالتالي الكساد الاقتصادي الكبير ... فظهر وسط هذه المشاكل، حلاً مثالياً عرف " بالبرنامج الجديد " تقدم به روزفلت الذي فاز في الانتخابات الرئاسية عام 1933. و يعتبر هذا البرنامج الجديد نسخة من البرنامج الاقتصادي الذي قدمه هتلر للشعب الألماني بغية حل مشاكلهم المالية . عند وصوله إلى السلطة، أقدم روزفلت على أكبر عملية سرقة شهدتها الانسانية ، عندما سن قوانين ترغم الشعب الأمريكي على تسليم الذهب إلى الحكومة مقابل أوراق لا قيمة لها عرفت بأوراق الاحتياطي الفيدرالي النقدية . و ادعى روزفلت حينئذ أن ذلك ضرورياً لمعالجة الاقتصاد المتدهور ... في وقت لاحق ، وضع روزفلت على ورقة الدولار ، رمز الأخوية ، أو الهرم و العين المبصرة، و كانه يقول للشعب الأمريكي" لقد نلت منكم "
و تم على اثر ذلك الزج بالعالم في حرب عالمية ثانية كانت فيها الولايات المتحدة تمول الحربين بالسلاح و العملات الورقية مقابل جمعها للذهب الخام و النهاية كانت بروز الولايات المتحدة كقوة أولى عالمية تهيمن على أكثر من 80% من ذهب العالم في خطوة أولى نحو إستعباد بقية الدول عبر حرمانها من رؤوس اموالها الحقيقية التي لا تفقد قيمتها و استبدالها بعملات ورقية تفقد قيمتها كل ساعة مما يولد اتوماتيكياً زيادة في الأسعار ... العملة الورقية تفقد قيمتها عندما تقرر مالكة الذهب زيادة أسعار الذهب فينتج عنه ضعف قيمة العملات ... مثلاً الدينار التونسي قبل 50 سنة قدّرت قيمة الدينار الواحد عند إصداره ب 2,115880 غراما من الذهب الخالص. ... أما اليوم فانك تحتاج إلى مبلغ 150 دينار لتجمع ما قيمته 2 غرام أي أن الدينار في 50 سنة فقط فقد قيمته باكثر من 150 مرة أي أنه تقريباً لا يساوي شي و النتيجة ستتحول قيمة الدينار إلى قيمة 75 دنانير و الفارق تقوم الشعوب بتعويضه عبر الترفيع المتواصل و الغير متوقف للاسعار المرتبطة بزيدات أسعار الذهب و إضعاف العملات ... لينتهي الأمر إلى بلد فاقد لعملة حقيقية يحمل أوراق كثيرة و ذهب قليل كذلك الأمر إلى حين إنهيار الاقتصاد العالمي فتنهار العملات فتنهار الدولة كانهيار بيت من الورق ...
فتكتشف أنه قبل 50 سنة أي قبل التطور الصناعي و تالية الفلاحة و بناء السدود و البيوت المكيفة و قبل أن يتضاعف الانتاج الفلاحي و الصناعي بنسب تتجاوز 100% كانت الأسعار منخفضة كثيراً و كثيراً جداً مقارنة باليوم عندها ستدرك أمام إنخفاض العملات المتواصل أن هناك طرف ثاني يقوم بسرقة قيمة العملات بعبارة أصح هناك طرف ثاني يقوم بزيادة ثروت الراسمالي و تفقير الشعوب إلى حد إنهيار الدولة
قد يستغرب البعض لو علم أن أول العملات الفاقدة للقيمة في العالم هي الدولار نفسه وهي خطة معتمدة من اللوبي الصهيوني المستولي على 80% من الذهب إلى إغراق الدول الاخرى بالأوراق الدولارية المطبوعة و التحكم فيها سياسياً و عسكرياً تحت إسم " قروض أمريكية "
هذا النظام المالي الراسمالي هو نظام بنكي في الأساس حيث يتم إجبار الشركات و الأفراد على تحويل الأموال و رؤوس الأموال إلى البنوك .. الإجبار يكون عبر طرق غير مباشرة والتي هي في الاساس نتائج لهذا النظام كنشر البطالة و تفقير الشعوب و ما ينتج عنه من إنتشار للجريمة و تشجيع عليها عبر فرض أحكام خفيفة كالسجن الذي هو في الاساس منع لإقامة حدود الاسلام الردعية ... النتيجة ستكون إنعدام لشعور الانسان بالأمن مما سيضطره ذلك إلى البحث عن مكان يظنه آمن لحفض أمواله وهو يجهل أنه بذلك يقوم بتسليم البنك المال الذي سيقوم بإقراض قسم منه إلى حريف أخر لتحقيق فوائد ربوية تزيد من راسمالية البنك في مقابل غلاء الأسعار الذي سيجتاح السلع كنتيجة لانخفاض قيمة العملات كنتيجة عادية لتحوال الثروة إلى جيب الراسمالي
فقدان الدولار لقيمته منذ زمان بعيد في مقابل الغلاء المعيشي و كثرة البطالة قد ينتهي بسقوط الولايات المتحدة و دخولها في إضطراب مدني حال ما يقرر اللوبي الصهيوني سحب البساط الذهبي من تحت أقدام الولايات المتحدة عبر تحويل الذهب إلى وجهات أخرى ... و المنتظر أنه سيتم تحويله إلى إسرائيل ...
كما لا يجب أن ننسى أن نفس هذه الدولة تفعل اليوم بالبترول نفس ما فعلته بالذهب و النتيجة الولايات المتحدة رغم تواضع انتاجها تمتلك أكبر إحتياطي عالمي من النفط مما يخولها في التحكم في أسعار النفط و رفعها إلى مستوى 120 دولار في الوقت الذي تشتريه من السعودية مثلاً و كل البلدان العربية ب 20 دولار فقط ... أي سياسة جمع الثروات و التفقير الجديدة
في الختام ففي صورة حصول إنهيار إقتصادي أمريكي وهي في حالتها العادية الراهنة أو في حالة حرب زجت فيها في ضل امتلاكها ل80 % من ذهب العالم تاكد أن هذا الحدث هو صنيعة اللوبي الصهيوني المسيطر على ذهب العالم
المقال منقول من صفحة القادمون على الفايسبوك