تباطؤ وتيرة نمو القطاع الخدمي في القارة الأوروبية مع استمرار سيطرة التشاؤم على الأسواق المالية
لا تزال موجة التشاؤم التي نشرها تقرير الوظائف الأمريكي مسيطرة على الأسواق المالية، و ذلك بعد أن جاء مخيب للآمال بعدم إضافة أي وظائف للاقتصاد الأمريكي الذي يواجه العديد من الصعاب، و زادت حده التشاؤم في الأسواق بعد تراجع شعبية المستشارة الألمانية انجيلا ميركل في مقاطعتها، أما عن البيانات الاقتصادية فقد أكدت تباطؤ وتيرة نمو القطاع الخدمي في منطقة اليورو و المملكة المتحدة.
تراجع وتيرة نمو قطاع الخدمات في القارة الأوروبية خلال شهر آب ، و ذلك بتأثير من التخفيضات العميقة في الإنفاق العام و التي فرضتها الحكومات الأوروبية للسيطرة على الارتفاع الكبير في الديون العامة، و بالإضافة لتراجع مستويات الطلب العالمية و التي تدعم التوقعات بتباطؤ أعمق في وتيرة النمو الاقتصادي العالمي.
أظهرت القراءة النهائية لمؤشر مدراء المشتريات الخدمي في ألمانيا خلال آب نموا بلغ 51.1 مقارنة بالقراءة السابقة في تموز بمقدار 52.9، و في حين كانت التوقعات بقيمة نموا 50.4، أما في منطقة اليورو فقد نما المؤشر بمقدار 51.5 مطابقا لتوقعات و أقل من القراءة السابقة البالغة 51.6 في تموز، أما عن قراءة المؤشر المركبة فقد سجلت نموا بلغ 50.7 مقارنة بالقراءة السابقة 51.1 ، و جاءت القراءة الفعلية أسوء من التوقعات المقدرة 50.9.
تباطأت وتيرة النمو الاقتصادي في منطقة اليورو خلال الربع الثاني لتسجل مستويات 0.2% مقارنة بالربع الأول عندما سجلت مستويات 0.8% و يتوقع هذا الأسبوع أن لا يتم تعديل على قراءات النمو في المنطقة، يعد تباطؤ النمو في المنطقة عامل مهم سوف يدفع صانعي القرار لتفكير مجددا بإلغاء الرفع الذي تم في أسعار الفائدة لدعم الأوضاع الاقتصادي الراهنة خاصة وسط تفاقم أزمة الديون السيادية في المنطقة.
ناشد معهد الاقتصاديين الأوروبيين الأسبوع الماضي البنك المركزي الأوروبي بضرورة إلغاء رفع سعر الفائدة المرجعي الذي تم العام الجاري، و ذلك لتفادي وقوع الاقتصاديات في منطقة اليورو في دائرة الركود الاقتصادي من جديد، فقد انكمش قطاع الصناعة خلال الشهر الماضي، مع التراجع الواضح في الاستثمارات الرأسمالية، مع فقدان الثقة كل هذه المعطيات تفترض تباطؤا حادا في وتيرة النمو الاقتصادي في منطقة اليورو خلال الربع الثالث.
انخفض اليورو مقابل الدولار الأمريكي مسجلا أدنى مستويات منذ حوالي أربعة أسابيع ، ذلك بعد استطلاعات الرأي التي أشارت إلى تراجع شعبية المستشارة الألمانية في مقاطعتها ، و هذا بعد موقفها من أزمة الديون السيادية في اليونان و تحمل البلاد نصيب كبير من القروض الطارئة، يتداول الزوج حاليا حول مستويات 1.4141 و سجل الأعلى عند 1.4173 و الأدنى عند 1.4111 مقارنة بسعر الافتتاح عند 1.4163.
تراجع مؤشرات الأسهم الأوروبية، هبط مؤشر STOXX 50 بنسبة 2.48% مسجلا مستويات 2,165.61 نقطة بتمام الساعة 09:04 بتوقيت غرينتش ، و انخفض مؤشر FTSEبنسبة 1.60% ليسجل 5,207.37 نقطة ، و تراجع مؤشر DAX مسجلا 5,394.41 نقطة منخفضا بنسبة 2.60%.