فلسفه فوركسيه:
(الحتمية والاحتمالية)
لو تمعنا في القوانين والنظريات التي اخترعها بنو الانسان لوجدنا منها ما تقوم نتائجه على الحتمية بمعنى ان ناتج حاصل ضرب 5×5 حتمياً ولابد ان يكون الناتج 25 ولاتجد احد يختلف على هذه النتيجة مطلقا .هذا فيما يتعلق بعلم الرياضيات وبالقياس عليها نجد قوانين الفيزياء والكيمياء ايضاً تندرج نتائجها تحت الحتمية والتي تعنى الاتفاق المسبق على ان المعطيات لابد ان تأتى بنتائج تتفق معها تماما بل وتكون معلومة للجميع ولاتجد من يختلف معها او يحيد عن الإذعان والقبول بنتائجها والا سمى معتوها او مأفون عقليا.....هذا قليل مما تعنيه الحتمية ولكننا بصدد البحث في مجال لا يقوم الا على الاحتمالية والاحتمالية فقط وايضاً لابد للجميع ان يزعن لهذه الاحتمالية ويرضى بنتائجها كلا حسب اجتهاده وتفوقه لكن تبقى النتائج في مجملها قائمه على الاحتمالية وان صادف شخص ادعى ان نتائجه الاحتمالية هذه ترقى الى الحتمية هنا تجدنا جميعا ننعته بالمغرور...وحتى لا نستطرد كثيرا فنحن نعنى بمجالنا هذا هو الفوركس والذى يبعد تماما عن الحتمية ويقوم في أساسه وبنيانه على الاحتمالية ولهذا فعلى كل من أراد ان يجوب بين دروب هذا المجال المثير ان يرضى بنسبة المخاطرة من راس ماله قبل ان يمتطى جواد التداول ...هذا الرضا ليس معناه التسليم بتلك النسبة بل الاجتهاد والتعلم من اجل زيادة نسبة الاحتمالية الإيجابية والتقليل من نسبة الاحتمالية السلبية (المخاطرة او الريسك) لأنه لا سبيل للوصول الى الحتمية في هذا المجال الذى تتحكم فيه قوى وعوامل تتخذ منهج البقاء للأقوى منهجاً أوحداً وفريدا
لها..
وهنا وبعد التسليم بتلك الحقيقة يبقى الامل لدينا في ان لو أردنا أن نعيش بين هؤلاء ان نصل بدرجة المخاطرة الى الصفر ... وهذا ليس مستحيلا مع تعدد الطرق والأدوات والأساليب التي تسعى الى جعل نسبة الأرباح تتفوق على نسبة الخسائر لتصبح المحصلة النهائية لصالح الاحتمالية الإيجابية ....
(وتبقى هذه مجرد فلسفه فوركسيه)
عبدالناصر أحمد الهادى